تحقيقات وملفات

"السيسى" خلال لقائه بالأدباء والكتّاب: المفكرون يشكلون الضمير والوجدان فى مصر ولهم دور كبير فى تشكيل وقيادة الرأى العام.. والتحديات التى تواجه الوطن تحتاج لمنظومة وعى حقيقية لدى كل مواطن

الإثنين، 12 مايو 2014 05:03 م

كتب دندراوى الهوارى

المشير السيسى و الأدباء

- مصر لن تحتمل الصراع والتشتت مرة أخرى بعدما بات كيان الدولة على المحك

-هناك معادلة صعبة دائما تواجه الدولة تتمثل فى كيفية تحقيق أمن بدرجة كافية دون المساس بمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان

- فكرة الدولة العسكرية أو الدينية غير متاحة تماما فى الفترة المقبلة ومستقبل الحريات والديمقراطية سيكون مصانا بنصوص الدستور والقانون

- لن نسمح لأحد أن يقود الدولة إلى الضياع.. ويجب أن نساهم فى خلق وعى حقيقى لدى المجتمع

استقبل المشير عبد الفتاح السيسى المرشح لرئاسة الجمهورية، وفدا من أدباء وكتّاب مصر صباح اليوم الاثنين، فى إطار حرصه على التواصل مع المفكرين والمبدعين، والاستماع لرؤيتهم حول القضايا المختلفة التى تشغل المواطن المصرى، انطلاقا من دورهم المؤثر فى صياغة الرأى العام، وتشكيل مستوى الوعى لدى المواطنين.

وأعرب المشير عبد الفتاح السيسى، خلال اللقاء، عن سعادته بالتواصل مع أدباء مصر، وأكد أن هناك مسئولية كبيرة ملقاة على عاتقهم فى الفترة المقبلة، من أجل خلق منظومة وعى حقيقية لدى المواطن المصرى، تمكنه من إدراك مستوى التحديات التى تواجه الوطن فى الوقت الراهن.
وقال المشير عبد الفتاح السيسى، خلال اللقاء، إن المفكرين والكتاب يشكلون الضمير والوجدان فى مصر، ولهم دور خطير جدا، فى قيادة الرأى العام بمعاونة أجهزة الإعلام، ومختلف مؤسسات الدولة المعنية بالتعليم والثقافة، مؤكدا أن التحديات التى تواجه الوطن تحتاج إلى ضرورة خلق منظومة وعى حقيقية لدى كل مواطنى مصر، حتى يتسنى حلها بشكل فعال، خاصة أن الدولة لن تحتمل الصراع والتشتت مرة أخرى، بعدما بات كيانها على المحك ويمكن أن يتهاوى فى أى وقت.

وردا على سؤال حول إقدامه على الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، أكد المشير عبد الفتاح السيسى، أنه لم يكن أمامه خيار آخر، خاصة أن مصر تتعرض لتحديات غير مسبوقة فى تاريخها، فى ظل انشغال كل قطاع فى الدولة بهمومه ومشكلاته على حدة، دون أن تكون هناك نظرة عامة وصورة مجمعة لكافة التحديات والصعاب، التى يتعرض لها الوطن، بالإضافة إلى تخوفه من سيناريو ضياع الدولة المصرية وسقوطها، نتيجة تصدى فئة غير قادرة على حماية مقدرات الشعب المصرى، لأمر الحكم والسلطة، قائلا: "الضمير الإنسانى والتاريخ الحضارى لمصر كان يحتم التدخل وتلبية نداء المواطنين للحفاظ على كيان الدولة المصرية من السقوط".

وأضاف المشير السيسى، "مصر تحتاج من المثقفين والمفكرين والأدباء دورا كبيرا جدا خلال المرحلة القادمة، تحكمه المسئولية الوطنية، والتجرد والاحتكام إلى مصلحة الوطن، والانحياز للمواطن البسيط، الذى تعرض للكثير من أشكال التجاهل والإهمال خلال الفترات الماضية، وتضاعفت مشكلاته وأعبائه.

وأكد المشير السيسى، أنه يدرك جيدا حجم القلق على مستقبل الحريات والديمقراطية لدى المفكرين والأدباء خلال الفترة المقبلة، موضحا أن فكرة الدولة العسكرية أو الدينية غير متاحة تماما فى المرحلة المقبلة، ومستقبل الحريات والديمقراطية سيكون مصانا بنصوص الدستور والقانون، الذى اتفق عليه المواطنون، واحتكموا اليه، قائلا: "كان من الممكن جدا أن يكون بيان 3 يوليو 2013 يعلن تولى عبد الفتاح السيسى قيادة مجلس رئاسى، يتولى مقاليد الحكم فى الدولة، ويسيطر على كل شىء، إلا أن هناك قيما ومبادئا راسخة بين القوات المسلحة والشعب المصرى العظيم، تمنع القيام بتلك التصرفات، وارتضت أن يتم تسليم الدولة لرئيس المحكمة الدستورية العليا، وترك الخيار بعد ذلك إلى الشعب فى انتخابات ديمقراطية نزيهة".

وأوضح المشير السيسى أنه حينما كان يتحدث فى مجلس الوزراء خلال عمله وزيرا للدفاع، كان دائما يفضل أن يكون آخر المتحدثين، نظرا لأنه يحرص أن يكون كلامه مبنى على رؤية واضحة، وواقع سليم، قائلا: "الكلام عندى يمر على فلاتر الصدق والحق والأمانة، ولا أتكلم دون معرفة أو دراسة، وأمضيت طيلة عمرى هكذا. "

وذكر المشير عبد الفتاح السيسى، أن هناك معادلة صعبة دائما تواجه الدولة، تتمثل فى كيفية تحقيق أمن بدرجة كافية ومرضية للمواطن، دون المساس بمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، وعدم الجور على الأبرياء، مؤكدا أن المفكرين والمثقفين لهم دور كبير جدا فى هذا الأمر، نتيجة إدراكهم الواعى للمشكلات التى يعانى منها الوطن، وقدرتهم على تجميع الصورة بكامل تفاصيلها وعرضها على المواطن.


وأشار المرشح الرئاسى إلى أن المعرفة الإنسانية بمفهومها الشامل، هى المعنى الحقيقى للثقافة، ولن نتمكن أبدا من استيعاب الدين الإسلامى وتعاليمه السمحة القويمة، إلا من خلال كم ضخم جدا من الثقافة والمعرفة والانفتاح على العلوم والفنون المختلفة لدى شتى الحضارات والشعوب.

وكشف المشير عبد الفتاح السيسى، عن أن الموقف الاقتصادى المصرى هو الحاكم للمشهد فى مصر بشكل عام، موضحا أن قدرة مصر الاقتصادية، تترتب عليها الكثير من القضايا والتحديات، معتبرا أن التعليم لن يتم تحسينه بأى حال دون قدرة اقتصادية ومادية حقيقية تمكن من تأسيس بنية تحتية مناسبة لإنشاء مدارس جديدة، وإضافة أعداد مقبولة من المعلمين يمكنها رفع كفاءة وجودة العملية التعليمية، وكذلك الحال فى قطاعات الصحة والإسكان والنقل وكافة النواحى الخدمية والإنتاجية.

وأوضح المشير السيسى، أن مصر دولة مواردها محدودة، ولكن سنعمل على النهوض بها وتغيير واقعها إلى الأفضل بمعاونة سواعد المصريين، قائلا: "لن نسمح لأحد أن يقود الدولة إلى الضياع، وأنا أجلس مع كل من يمكنهم التأثير فى عقلية المواطن المصرى، حتى يساهمون فى عرض حجم المشكلة الحقيقية على المواطن.


ومن جانبه، شكر محمد سلماوى، رئيس اتحاد الكتاب دعوة المشير عبد الفتاح السيسى لهم للتواصل معه، والاستماع لرؤيتهم حول القضايا المختلفة، مؤكدا أن أدباء وكتاب مصر هم ضمير الأمة وعقلها المفكر، ووقفوا دائما خلال الفترة الماضية ضد حركة الظلام والتدمير، التى حاولت القضاء على هوية مصر الثقافية، والفنية والأدبية، حيث كان الأدباء والمثقفون دائما فى الميادين ليعلنوا عن رفضهم لحكم الفئة التى حاولت السيطرة على مصر.

ومن ناحيته، قال الشاعر والمفكر أحمد عبد المعطى حجازى، إن المثقفين المصريين بغض النظر عن أسمائهم وتوجهاتهم يرمزون لثقافة أسست للثقافة الإنسانية بأكلمها ويمثلون قيمة حضارية عظيمة فى ماضى الأمة المصرية وحاضرها ومستقبلها أيضا.

وأضاف حجازى: " أوجه تحية تقدير للمشير عبد الفتاح السيسى الذى أنقذ مصر بعدما انحاز لإرادة الشعب المصرى"، مؤكدا أنه أنقذ مصر من العودة مرة أخرى إلى عصور الظلام، فالسيسى هو ثمرة نضال المصريين، الذين خرجوا يطالبون بتولية محمد على حاكما على مصر.

وأشار حجازى، إلى أنه على الرغم من أن المستقبل صعب والتحديات هائلة، إلا أن مصر ستتقدم رغم أن المطلوب كثير، موجها حديثه للمشير السيسى، "نعاهدك أن نناضل دائما من أجل حرية التعبير وحرية الاعتقاد، وأن نظل دائما أمناء على الفكر والثقافة، ورد عليه المشير عبد الفتاح السيسى: " أتمنى أن أنضم معكم إلى هذا العهد. "


ومن ناحية أخرى، أكد الكاتب والروائى جمال الغيطانى، أن المعركة التى تدور فى مصر الآن ثقافية بالدرجة الأولى، وتستهدف تغيير هوية وثقافة الشعب المصرى، موضحا أنه لأول مرة منذ تاريخ الحضارة المصرية، يصبح كيان الدولة المصرية على المحك بهذه الطريقة، التى لم تشهدها البلاد حتى فى عهد الاستعمار، موضحا أن وصول جماعة الإخوان الإرهابية للحكم خلال العام الماضى جعل كيان الدولة المصرية على المحك.

ووجه الغيطانى التحية للمشير عبد الفتاح السيسى على دوره فى ثورة 30 يونيو قائلا: " لقد أنقذت العالم العربى والإسلامى، أحييك على ماقمت به من جهود لمكافحة الإرهاب وغلق أنفاق التهريب بين مصر وقطاع غزة، والوقوف ضد تملك الأراضى فى سيناء للأجانب، والتصدى لمحاولة هيمنة بعض الدول على قناة السويس".


ومن ناحية أخرى قال الدكتور جابر عصفور، إن قضية الثقافة فى مصر تحتاج إلى مراجعة واعية من أجهزة الدولة المعنية، التى تشمل نحو 5 وزارات هى التربية والتعليم والثقافة والإعلام والأوقاف والشباب، مؤكدا أنه استمع باهتمام كبير لبرنامج المشير الانتخابى خلال الأيام الماضية، واستوقفته فكرة العمل بمحاور متوازية بهمة واحدة، مؤكدا أن تلك المحاور كما أنها متوازية فهى متقاطعة أيضا، ومتشابكة وتحتوى على الكثير من الصعاب والتحديات.


وأضاف عصفور: "الثقافة هى العقل، وهناك إشكالية كبيرة فى كيفية تغيير عقل المصريين ليكونوا جنودا معك يقودوا العصر، ولابد أن تكون هناك منظومة ثقافية محددة تقودها الدولة لتنطلق منها نحو خلق توجهات وأفكار جديدة تصب فى خدمة هذا البلد.


وفى ختام اللقاء شكر المشير عبد الفتاح السيسى المثقفين والكتاب، مؤكدا أن التواصل معهم لن ينقطع خلال الفترة المقبلة، وحملهم مسئولية توعية الأجيال القادمة من أجل مصر، وعدم السماح لغير المؤهلين أن يتكلموا عن مصر ومستقبلها القادم، مؤكدا أن الإعلام يشكل جزءا كبيرا ثقافة المصريين ووعيهم بمختلف القضايا.