تحقيقات وملفات

بالصور.. الحرفيون بالعزبة القبلية فى حلوان يهددون بقطع الأوتوستراد فى حالة نقلهم للمنطقة الصناعية.. وأصحاب 40 ورشة فى عرب غنيم يطالبون المحافظ بتحويلها لمنطقة صناعية تنفيذاً لوعده

الجمعة، 16 يوليو 2010 09:16 ص

كتبت منال العيسوى - تصوير ماهر اسكندر

الحرفيون بالعزبة القبلية فى حلوان يرفضون نقلهم للمنطقة الصناعية

آلاف من الورشة المتواضعة للدوكو والسمكرة والنشارة والحدادة والنجارة والأسترو وتقطيع الحديد فى 17 منطقة عشوائية غير معتمدة ولم يتم تطويرها بعد فى محافظة حلوان التى قررت أخيرا أن تشملهم بالرعاية والتخطيط، وكانت الخطوة الأولى نقل الورش والمصانع الصغيرة منها إلى منطقة الصف والكريمات بالمنطقة الصناعية.

شارع واحد فقط رئيسى باتجاهين يفصل بين كل هذه المناطق يمتد بطول تقسيم النصر التعاونى وحتى منشية عين حلوان مرورا بالكبرتاج، تلحظ ما فيه من واجهات لشركات الصناعات المعدنية ومستشفى حلوان وكازينو حلوان المسمى بـ"الكابرتياج" وحركة المارة والمرضى والعمال، وتولى له ظهرك وتستقبل الممرات الضيقة التى أشبه بشقوق الثعابين، لتخبرك عن مدخل العزبة البحرية أوالعزبة القبلية أوعرب راشد أوعرب غنيم.

تقودك عربات الكارو إلى عالم عزبة عرب غنيم البسيط، حين تخترق الممرات الضيقة خلف نادى الوزير سيد مشعل، وزير الإنتاج الحربى، فى المساكن الاقتصادية بحلوان تلك المنطقة التى لا يفصلها عن عرب غنيم سوى شريط سكة حديد مهجور، من آن للآخر تمر عليه عربة بضائع خلفه العشش والورش ووكرا للحمير وأحصنة العربات الكارو، لا تمتعض حين ترى حصانا كان قد مات لتوه، ملقى على الأرض، جاحظ العينين.

عم أسعد عبده العدل ذو الستين عاما يقف مع أولاده فى ورشة النجارة التى بناها أسفل منزله منذ 30 عاما، عاد بذاكرته 5 سنوات حين تقدم أصحاب أكثر من 40 ورشة بعرب غنيم لمحافظة القاهرة يطالبون نائب المحافظ قدرى أبو حسين بتحويل عرب غنيم لمنطقة صناعية طبقا للقانون ووعدهم بتنفيذ مطلبهم.

وقال عم أسعد الآن وبعد 5 سنوات تشاء الأقدار أن يأتى مرة أخرى قدرى أبو حسين، ويطالب أصحاب الورش بنقلها إلى منطقة لا نعرف عنها شيئا: "إحنا مش عايزين حاجة من الدنيا، أحلامنا تحققت فى بيت من دور أو اثنين وأسفله محل لقمة العيش الذى يضم أولادنا وأولاد جيرانا لتعلمهم صنعة تحميهم من الزمن، نحن نسكن مكان ما بنشتغل ودا بالنسبة لينا مريح ومش مكلف".

أما الأسطى رأفت عبد الحميد (55 سنة) صاحب ورشة سمكرة سيارات، وقف حائرا يضرب يدا فوق الأخرى قائلا: "دول أكيد ما بيدوروش على مصلحتنا، لأن مصلحتنا هنا عند زبونى اللى بيعرفنى من سنين، أروح منطقة جديدة أبدأ من جديد، أى مكان جديد هيبقى فيه منافسة وصعب عليه وعلى غيرى".

واتفق معه قدرى أبو حسين (44 سنة) وصاحب ورشة الدكو المجاورة له قائلا: "بيقولوا إننا مضرين بالصحة أنا فى بيتى وساكن أنا وعيالى، وبعدين يدخلوا الميه ويشيلو الزبالة ويرصفولنا الشارع اللى عمينا من التراب، أو يعملوا مستشفى نقدر نتعالج فيه لوعينا".

بطول شارع السكة الحديد ورش كثيرة وعمال وصنايعية يملئون الشارع حركة، وائل بركات وأخيه سيد ومعهم عبد الفتاح فكرى ثلاثة أصدقاء أعمارهم بين 17 و20 سنة، جاءوا من كفر الشيخ بحثا عن لقمة العيش وعملوا صنايعية "استرو خشب" يعرفون جيدا أنها مهنة مميتة لاستنشاقهم "السبرتو والجمالاكا"، لكنهم يحلمون بمستشفى تعالجهم، لأن بالتأكيد كل مهنة وليها أمراض ومش الحل نقل الورش، لكن الحل فى ايجاد مستشفات وكمامات تحميهم ".

فيصل أبو غريب، نجار مسلح، ويفتح ورشة للنشارة يقول: "من فترة جاء المجلس وكانوا عايزين يقطعوا الكهرباء، لأننا مش مرخصين روحنا ننرخص قالولنا مفيش ترخيص للورش داخل المناطق السكنية، رغم أن الورش بقالها أكثر من 30 سنة، طيب هنعمل إيه".

من منطقة عرب غنيم إلى العزبة القبلية وبالتحديد منطقة الحرفيين خلف الكابرتياج حواريها تفسح لك مجالا للحركة البطيئة، الجميع يعرفون بعضهم البعض قال الأسطى على قطب (25 سنة) فى ورشة لشكمانات السيارات: "هنروح فين هما نقلونا من شارع راغب بحلوان، وجابونا هنا ودلوقت عايزين ينقلونا، وأصلا المكان اللى بيقولوا عليه مش مجهز وعاملين لنزولة سلم يعنى الزبون عشان يجلنا يعلق عربيته عشان ينزل بيها السلم ولا هيعمل إيه".

أما خالد محمد عمرو بورشة تقطيع الحديد بالغاز والأكسجين فقال بمنتهى العصبية: "هما عايزين يعملوا فينا إيه تانى، فلوس كهربا وبندفع الطاق طاقين، وبندفع فلوس للزبالة اللى مالية كل حته ومحدش بيشلها، لو جم ينفذوا النقل هنعمل زى ورش روض الفرج ونقطع الطريق زى بتوع التونسى، إحنا مش هنفضل نتشحتت من مكان لمكان".