جابر القرموطى

تكريم الدكتور مصيلحى

الإثنين، 05 مايو 2008 12:22 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الانتقادات الواضحة لوزير التضامن الاجتماعى الدكتور على المصيلحى وتحميله بصورة مباشرة أزمة الخبز التى ظهرت فى مصر منذ نحو4 أشهر بلغت ذروتها خلال أبريل الماضى. إلا أن الأزمة بدأت فى الانفراج بنسبة كبيرة خلال اليومين الماضيين لسببين: الأول هو تولى المحافظين مسئولية حل الأزمة داخل المحافظة، والثانى العمل بفكرة فصل الإنتاج عن التوزيع والتى طرحها الوزير المصيلحى وقوبل وقت طرحها بوابل من الاستهجان من قبل أصحاب المصلحة من ناحية ، وبعض الكتاب والصحفيين من ناحية أخرى، لدرجة أن هؤلاء طالبوا بصورة مباشرة بإقالة فورية للوزير ووضع حلول عاجلة للأزمة التى قد تعصف بالحكومة جميعها.

والمتابع بدقة للأزمة والانفراج الذى لحق بها يرى أن الوزير المختص كان صائب الرؤية بشأن فكرته من حيث فصل الإنتاج عن التوزيع، وبالتالى علينا تقديم الشكر له لأن الملف فى الأساس شائك جدا، وفتحه على الملأ كان بمثابة البارود الذى ينفجر فى أى لحظة.
ويبدو أن الجميع هرب من المواجهة، وترك الوزير وحيدا أمام عاصفة المواطن الذى اعتبر المساس برغيف الخبز مساسا بحياته، وحاول الوزير أكثر من مرة توضيح رؤيته طالبا المساندة والدعم من الجميع، لكن ثورة المواطن كانت أقوى مع تبنى المنتقدين الفكر المتشدد تجاه الوزير الذى بالفعل ظهر خلال الأزمة بأنه لا حول له ولا قوة، و لم يستطع "التقاط أنفاسه" إلا هذه الأيام بعد إعلان المحافظين أن أزمة الخبز نحو الانفراجة الحقيقية الأسبوع المقبل على أكثر تقدير، وكان ينبغى من وجهة نظرى إعطاء الوزير فرصة لينفذ خطته كما ينبغى أن تكون، مع بعض الدعم الوزارى والشعبي.

فى المقابل كان الوزير مخطئا فى حق نفسه، بل يمكن القول إنه بتصرفه فى بعض الأحيان فتح الباب أمام عاصفة الانتقادات التى لحقته. وأنا هنا سوف أسمح لنفسى بتقديم عدد من النصائح إلى الوزير العزيز إذا بقى فى التشكيل القادم للحكومة، الأولى: أن يعى تماما كيفية مخاطبة الرأى العام وكيفية مواجهة أزمة عاصفة مثل أزمة الخبز، بمعنى آخر أن كل أزمة لها طريقة فى المواجهة، و بما أن الخبز هو أهم الأزمات فكان لابد من الاستعداد جيدا لمواجهتها، الثانية: أن يقلل الوزير من ظهوره الإعلامى الذى يمكن وصفه بـ "الفج"، فكثرة ظهوره انعكست على طريقة مواجهته للأزمة، لدرجة أن ردوده على الأسئلة المطروحة شابها التناقض، فتارة يؤيد فكرة وتارة أخرى يعارض نفس الفكرة.. بات مشتتا بين تركيزه على حل الأزمة من جهة والتغيير الوزارى من جهة أخرى، وهل ستنتهى مأساة الخبز قبل التشكيل أم لا..

بقى الشيء الأهم هو أن يكون لدى الوزير القدرة على إقناع القيادة السياسية بفكرته، لكن للأسف فشل الوزير فى ذلك قلل كثيرا من تحقيق النجاح المطلوب فى الأزمة، فحسب علمى أن الرئيس مبارك كان يقسو فى أى اجتماع وزارى على الدكتور مصيلحي، الذى كان لا يملك فى كل انتقاد رئاسى يوجه إليه الرد المقنع حتى وإن أتيحت له الفرصة لعرض هذا الرد، لكن يبدو أن أزمة الخبز كانت أكبر من الوزير..

على أية حال قد يكون الوزير صائبا من وجهة نظره إذا بقى فى التشكيل القادم، و قد يكون مخطئا من وجهة نظرنا إذا خرج من التشكيل القادم.. لكن علينا فى النهاية تكريمه، فقد اقتحم "عش الدبابير" فى مقابل "لدغة" أصابته هو فقط.. و النتيجة أن الخبز بات متوفرا داخل بيوتنا و مصيلحى خارج وزارته .









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة