أكرم القصاص - علا الشافعي

إسلام بحيرى يكتب: خطبة الجمعة

السبت، 06 سبتمبر 2008 04:19 م
إسلام بحيرى يكتب: خطبة الجمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عشر سنوات عاشها النبى الكريم فى المدينة، خطب فيها ما يقارب خمسمائة وعشرين خطبة جمعة فى المدينة أو خارجها, ورغم أن الغالبية العظمى من هذه الخطب لم تدون وقد يطول الشرح فى أسباب ذلك، إلا أن المدون منها قد يكفى لإيصال الفكرة, فإذا قرأ أحدنا بهدوء وتؤدة إحدى الخطب الجليلة للنبى لوجد أنه (صلوات الله عليه) لم يكن يستغرق أكثر من خمس دقائق فى الخطبة, وإذا عرفنا أن النبى كان يجهر بصوته ليسمع فقط من يبلغ عنه ما يقول للصفوف الأخيرة, لعرفنا أن الصوت الجهورى والغضب الساطع من مثل ما يفعله بنا من يقفون على المنبر اليوم، إنما هو استحكام فى الجهالة وبعد عن روح الدين وعن فهم طبيعة ومكانة الجمعة عند المجتمع النبوى, فخطباء المنابر اليوم يخطبون على طريقة إجابة طلبة المدارس فى امتحانات نهاية العام التى تكون الإجابة فيها (بالكيلو) وليس بالسطر، فأئمة المساجد يعتقدون أن الخطبة الأفضل هى الخطبة الأطول أو أنها الخطبة التى تقاس بالمتر, وأن منتهى البلاغة هى الطريقة الشهيرة التى يتعلمونها فى مادة الخطابة، حيث علو الصوت بلا داعٍ ونفور العروق وجحوظ العينين وطريقة الإلقاء المملة البائسة التى تجعل المؤمن الذى لم يكن فى مخيلته أن ينام فى الخطبة ينام ويغط فى النوم, فالكلام مكرر والتحذيرات جاهلة والخطاب بعيد بفراسخ أو بهكتارات من الكيلو مترات عن التعايش مع الواقع الحقيقى والتلامس مع مشاكل الناس الحقيقية والوصول إلى لب عقولهم, والطامة الكبرى أن الخطباء يشترون كتباً مليئة بخطب جاهزة ومعلبة عند الطلب عن كافة المناسبات والمواسم والأعياد والأزمات أيضاً ويكررون نفس الكلام من مئات السنين بنفس الطريقة بلا كلل ولا ملل مع أن خطبة الجمعة هذه لها من المكانة والعمق ما قد يغير بلدا بأكمله وليس مسجدا, ولكن ولأننا تحولنا بالعبادات التى لها قلب وروح وهدف إلى طقوس خاوية ضالة لا تهدف إلا إلى القيام بالطقس ذاته أو ما يسمى "إسقاط الفريضة"، ولأنه ليس هناك حل لذلك فى المدى المنظور فإن الحل يكمن فى أن نقتنع أنه لا وجود لحل.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة