كريم عبد السلام

برتوكولات حكماء التكفير

الأحد، 07 سبتمبر 2008 03:18 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالإصرار والمثابرة فى استخدام الدين للسيطرة على المجتمع، سيصبح حتى الذباب والبعوض من جنودنا، يطن ويلدغ حسب توجهاتنا وأوامرنا، وعلى العكس من الانقلابات العسكرية التى تصل للحكم بعد الإطاحة برأس السلطة القائمة، نعتمد نحن الانقلاب القاعدى البطىء الذى يتغلغل فى نسيج المجتمع وفئاته حتى يتمكن منها نهائياً، وإذا كان الانقلاب العسكرى مهدداً بالفشل أو بالإزاحة بانقلاب آخر عليه، فإن انقلابنا فى حال اكتماله وتحققه لا يمكن إزاحته إلا بإزاحة المجتمع نفسه.

قد يشهد انقلابنا أوقاتاً متفاوتة بين الانتصار والإخفاق، بين سرعة الاستجابة وبطئها، وحتى نضمن وتيرة ثابتة لسريان انقلابنا فى شرايين المجتمع، وضعنا عشرة مبادئ حاكمة، نطالب كل مرشد وقائد وحكيم من حكمائنا أن يبلغها إلى المجموعات التى يحركها ويشرف على عملها وعليه أن يضمن تنفيذها بدقة متناهية وبحرفية لا تقبل التأويل أو التفكير أو التعديل بأى حال من الأحوال، فالتطبيق الحرفى للمبدأ يصب فى خانة النجاح لانقلابنا مباشرة.

المبدأ الأول
المثقف عدو، الكاتب عدو، الشاعر عدو إلا إذا كان بوقاً لنا، هذه الفئة المتكلمة هى رأس الأفعى ودليل القطيع، أول من يجب قتله. ماذا يعمل الصياد عندما يخرج للصيد؟ يحدد هدفه. وهدفه هو دليل القطيع. إذا استطاع الصياد قتله، فإن القطيع كله يصبح ملكاً له. من هنا عليكم إزاحة هذه الفئة البغيضة التى تجيد الكلام والكتابة وصناعة الضوضاء والتشويش على عملكم. عليكم الإطاحة بها وخنقها وترويعها ومنعها حتى من التنفس لتحكموا بينها وبين رسالتها فى منح القطيع ملكة التفكير والرأى والقدرة على اتخاذ القرار، عندما تسمعون كلمة ثقافة تحسسوا أسلحتكم فوراً.

المبدأ الثانى
تكلموا بالنيابة عن الله، لا أقل من ذلك، دعوا التواضع والتردد والأسئلة لغيركم، ألستم خلفاء الله فى الأرض؟ خذوا خلافتكم بالقوة، قدموا إجابات قاطعة عن كل الأسئلة إجابات تشير إلى الجنة مباشرة، وإجابات تشير إلى الجحيم مباشرة، ضعوا فى الجنة من يتبعونكم ومن يسمعونكم ومن ينصاعون لكم، وضعوا فى جهنم الباقين.

المبدأ الثالث
شيطنوا خصومكم، شوهوهم، اغتالوهم معنوياً حتى لا يكون لهم رصيد عند الناس لديكم عدة الاغتيال السحرية: كافر .. ملحد .. علمانى، كلمات يرتعب منها العامة ويبتعدون عمن تلتصق به، أطلقوا رشاشات الكفر والإلحاد والعلمنة دون هوادة على كل من يعترض طريقكم واحتفظوا بالإيمان لمن يتبعوكم.

المبدأ الرابع
على كل مرشد أو حكيم أو قائد، أن يأمر أتباعه بإطلاق الفتاوى وبالحكم على الناس وتصنيفهم إلى أخيار وأشرار، فهؤلاء الأتباع المتحمسون هم وقود معارككم، من يسيرون إلى الموت بسعادة فور أن يمتلكوا قليلاً من السلطة السطوة ولديهم فضيلتان من أثمن الفضائل التى نحتاجها لنجاحنا : "جرأة الجهل والطيش".

المبدأ الخامس
إياكم وجواهر الأمور، عليكم بالقشور والتفاهات، اشغلوا الناس بها، وإياكم ودفع الناس إلى التفكير، التفكير سلاح فتاك يجعل من أبناء السفلة أسياداً على أنفسهم، يكسبهم المناعة والقدرة على مقاومتكم، فاحذروه.

أنتم الفرقة الناجية، سواكم هالك، من يريد النجاة فليتبعكم، من يريد الهلاك فليظل فى دينه أو معتقده، ينبغى أن يعلم العالم كله هذه الحقيقة، كما ينبغى أن تدافعوا عنها وأن تقولوا للهالكين والكافرين فى أعينهم: يا هالكون يا كفرة .. لن ينفعكم إلا اتباعنا.

المبدأ السادس
"نحن الحل" شعاركم فارفعوه، لا تنشغلوا بإثبات الشعار بالوقائع والتفاصيل، انشغلوا بتكفير من يرفضه أو يرفضكم، أما من يقبل بشعاركم، فعليكم إقناعه بتأجيل الحياة إلى ما بعد الموت وبعدم جدوى طموحه وسعيه، ما جدوى الطموح والسعى فى الدنيا الفانية؟
عندئذ تكونون فعلاً نوعاً من الحل.

المبدأ السابع
الخوف سلاحكم، إذا سقط من يديكم سقطتم، يبغى أن يخافكم خصومكم خصوصاً الكبار منهم، أرهبوهم، أمسكوا عليهم سقطات ألسنتهم، ارفعوا عليهم قضايا الحسبة، فرقوهم عن زوجاتهم، صادروا كتبهم، امنعوهم من الترقيات فى الجامعات، امنعوهم من الكلام، وعندما تسيطرون على الكبار لن يطل الصغار برؤوسهم أصلاً وستقودون القطيع إلى حيث تريدون.

المبدأ الثامن
كل من لا يتبعكم هو من خصومكم، لكن لا خصوم دائمين لكم، ضعوا أيديكم فى أيدى خصومكم إذا حققوا لكم بعضاً من أهدافكم فى السيطرة، ولتكن الهدنة بينكم وبين هم قبل أن تقضوا عليهم.

المبدأ التاسع
عليكم بالتهوين من شأن الوطن واجعلوا اتباع تعاليمكم وإرشاداتكم هو الوطن، وبذلك تحاصرون الكتاب الوطنيين فى خانة المتفرنجين الذين يرددون كلاماً غريباً عن حضارتنا وثقافتنا.

المبدأ العاشر
إذا وصلتم لموقع السلطة فلا تأخذوا برأى من خارجكم ولا تسمعوا كلاماً سوى كلام رؤسائكم وقادتكم ومرشديكم، كل رأى من خارجكم خيانة، كل قرار لا يصل إليكم من الكبار بينكم كفر.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة