هانى صلاح الدين

سقطت ورقة التوت وانكشفت العورات

الإثنين، 19 يناير 2009 10:47 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد أن أوشكت أن تنتهى فصول أبشع مجزرة إنسانية شهدها العصر الحديث، علينا كعرب ومسلمين، أن نقف طويلاً أمام النتائج والحقائق التى أفرزتها هذه المأساة الدموية حتى نعى جيداً الدروس والعبر التى من شأنها أن تنقذ الأجيال القادمة من أن يتجرعوا كأس الدم الذى تجرعه عالمنا العربى والإسلامى على يد أعدائنا وخونة الأمة، ونبدأ هذه النتائج بمجموعة من الحقائق التى أصبحت جلية أمام العالم كله ومنها:

*أن العدو الصهيونى لا سلام معه ولا عهد له، فهم قوم لا يعرفون إلا لغة الدم، ولا يسمعون إلا صوت الدانات ولا يتلذذون إلا بشم رائحة الموت، وأنهم خير من يجيدون المراوغة والتلاعب بالمعاهدات والمواثيق، ولعل خير دليل على ذلك ما قام به هؤلاء السفاحون مع الجانب المصرى، فبعد ماراثون طويل من المفاوضات مع المقاومة وتل أبيب خرج علينا اليهود كعادتهم بشىء آخر غير المتفق عليه مع الإدارة المصرية، حيث أعلنوا عن وقف إطلاق نار أُحادى الجانب، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بإحراج الجانب المصرى من خلال معاهدة وقعوها مع الولايات المتحدة لمنع إمداد المقاومة بالسلاح، وقد أثار ذلك غضب الجانب المصرى الذى سارع بعقد قمة شرم الشيخ ليثبت للجميع أن الدور المصرى مازال يستطيع أن يفعل الكثير.

*الحقيقة الثانية التى أفرزتها هذه المجزرة أنه لا بديل عن المقاومة، لأنها الرهان الرابح فى التعامل مع هؤلاء الدمويين، فمن خلال ثبات هذه المقاومة، التى سطرت بحروف من نور بدمائها الطاهرة صفحة ناصعة البياض فى تاريخ أمتنا، ركع العدو الصهيونى وفشل فى تحقيق أهدافه التى أعلنها، وعلى رأسها منع صواريخ المقاومة والقضاء على حماس وقدراتها العسكرية واسترداد شاليط، ولكن الواقع الآن يؤكد فشل هؤلاء فى تحقيق أى من هذه الأهداف، فإطلاق الصواريخ مستمر وقوة حماس ازدادت وشاليط لم يحرر بل تم أسر غيره ولم يحقق هذا العدو المتغطرس إلا سفك مزيد من دماء الأبرياء المدنيين.

* الحقيقة الثالثة التى بروزتها هذه المجزرة، التشرذم العربى الذى ظهر بوضوح، فقد انكشفت عورات كثير من الأنظمة، وسقطت عنها ورقة التوت، فقد انقسم عالمنا العربى إلى قسمين، قسم وقف بوضوح بجانب الأجندة الصهيونية الأمريكية، وقسم حاول أن يستجيب لنبض الشارع الغاضب، ولذا تعددت القمم والمبادرات، وتراشقت الأنظمة باتهامات العمالة والتخوين، وأًعلنت المعارك الإعلامية بين الكتلتين، وبالطبع كل ذلك سمح للعدو الصهيونى أن يسفك مزيداً من الدم الفلسطينى مغتنماً فرصة التشرذم والتفرق العربى.

*كما لابد أن نعترف جميعاً أن هذه المجزرة أظهرت الرئيس الفلسطينى المنتهية ولايته أبو مازن على حقيقته، وأصبح من العار أن يمثل الشعب الفلسطينى، فلم نسمع عن قائد بلد محتل وفى مواجهة دامية ثم يخرج علينا ليقول "بلاها مقاومة"، ولذا على مناضلى فتح أن يتخلصوا من هذا الرجل سياسياً ومن على شاكلته أمثال دحلان وعريقات والرجوب وأبو ردينة وفياض، فقد أصبح من العار أن تقترن القضية الفلسطينية بمثل هذه الأسماء، ويكفى أن يعلم الجميع أن ولدى عباس أبو مازن (ياسر وطارق) من أشهر مليونيرات العرب، وكل علاقاتهم التجارية مع الشركات اليهودية، فشتان ما بين الزهار الذى قدم ابنيه للشهادة وأبو مازن الذى قدم لابنيه الملايين من جيوب اليهود!

*كما أعادت مجزرة غزة الأتراك إلى المشهد العربى والإسلامى بكل قوة، حيث لعبوا دوراً رضى عنه الجميع وصب فى مصلحة المقاومة، لدرجة أن حماس أعلنت أكثر من مرة عن ثقتها الكاملة فى المواقف التى تتخذها تركيا، كما طمأنت تركيا الأطراف العربية أنها لا تهدف لوراثة الدور الأهم فى القضية، خاصة التى تلعبه مصر.

*ظهر بوضوح من خلال توالى الأحداث، أن إسرائيل حرصت على الإساءة للدور المصرى، وذلك من خلال التصريحات التى أثارت كل الشعوب ضد مصر مثل إعلان ليفنى بداية المعركة القذرة أثناء زيارتها لمصر، وإعلان ليفنى أيضاً أن الجهود الدبلوماسية التى تدار بالقاهرة تصب فى مصلحة إسرائيل، كما أن ثناء رايس والولايات المتحدة الأمريكية على الدور المصرى كان يضع مصر فى موقف حرج أمام الشعوب العربية التى ساوت فى تعاملها مع السفارتين المصرية والإسرائيلية فى دولهم أثناء تظاهراتهم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة