هانى صلاح الدين

تجربتى مع اليوم السابع

الخميس، 22 أكتوبر 2009 12:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
احتفل فريق اليوم السابع بمرور عام على صدور العدد المطبوع لها، وسط جو من الفخر بالانتساب لهذه المؤسسة الصحفية، التى من وجهة نظر الكثير أنهت عصر هيمنة الصحافة الورقية، وأعلنت ميلاد الصحافة الإلكترونية بشكل واقعى، وهذا ليس تحيزاً منى للجريدة التى أنتسب إليها، لكن كلماتى هذه ما هى إلا نقل أمين لآراء متخصصين فى العمل الصحفى عامة والإلكترونى خاصة.

وأنا هنا لست بصدد توصيف حصاد عام من العمل المهنى لهذه الجريدة، التى حرص فريق العمل بها على أن يحوزوا ثقة القارئ، لكنى بصدد خواطر جالت بعقلى عن بداياتى مع اليوم السابع، فلا أخفيكم سراً أنى كنت قلقاً للغاية منذ بداية عملى بهذه المؤسسة، ويعود ذلك لأن ممارستى المهنية السابقة كانت بصحف ومواقع إلكترونية تتصف بالطابع المتدين، واحتكاكى المهنى كان معظمه بصحفيين إسلاميين، وليس هذا معناه أنى لم أكن محتكاً بصحفيين ليبراليين أو شيوعيين أو غير ذلك، فدوائر الزمالة والصداقة جمعت بينى وبين الكثير منهم، لكن لم يجمع بينى وبينهم عمل صحفى.

كما كان لدى تصور خاص عن العاملين بمثل هذه الصحف، خاصة وأنى وجدت بعض الصحف الليبرالية دأبت على تشويه الأسس الإسلامية، واتخذت من التدين عدواً لها، وأقصت عن صفوفها كل من يظهر عليه مظاهر التدين، لدرجة أن مالك إحدى الصحف المستقلة اليومية الحالية، أعلن على الملأ أنه لن يقبل فى صفوف جريدته إسلامياً، وآخر كان يرفض تماماً أن يدمج فى جريدته أى صحفى ذى توجه إسلامى، وثالث كان يستطلع رأى بعض الجهات الأمنية حول الصحفيين الجدد بجريدته الليبرالية المستقلة، حتى لا تضم جريدته صحفياً أيدلوجياً.

لذا كان اليوم السابع المحك الأول لى بعالم الصحافة الليبرالية، كما يعد البوتقة الأولى التى صهرتنى مع مختلف الألوان الصحفية، لذلك قررت أن تكون المهنية هى الأساس فى التعامل، وإثبات الكفاءة هو الفيصل، ولا أخفى أيضاً أن مخاوفى من التضييق علىَّ وعلى حريتى فى الكتابة، كانت تطاردنى بين الحين والآخر، فقد تعودت على مدار 18 عاماً فى بلاط صاحبة الجلالة أن أكتب ما أشاء وقتما أشاء، دون أى حسابات.

ولكن مع الاحتكاك وبمرور الأيام وجدت نفسى أمام صورة أخرى غير التى كانت مرسومة فى ذهنى، حيث وجدت أن المهنية هى التى تحكم هذه التجربة، وأن الحرية فى التعبير عن الأفكار للكتُاب مكفولة، حتى لو اختلفوا مع السياسة التحريرية للجريدة، وازدادت ثقتى فى حقيقة كانت راسخة عندى، وهى أن هناك مساحات كبيرة من الممكن أن تجمع بين مختلف المشارب والأفكار وتجعلهم ينطلقون لخدمة هذا الوطن لو صدقت النوايا.

وأخيراً لابد أن نعترف جميعاً أن الأرضية المهنية كفيلة بأن تجمع كل الصحفيين على قلب رجل واحد حتى لو اختلفت الأفكار والقناعات، كما علينا أن نؤكد على أن موجة الصحف المستقلة التى اجتاحت مصر فى الآونة الأخيرة كانت مكسباً للصحافة المصرية، وغيرت الخريطة الصحفية بمصر، وفتحت أبواب الإبداع على مصاريعها أمام الصحفيين، وأعلنت عن عصر جديد اهتزت فيه ما يعرف بالمؤسسات الصحفية القومية، بسبب ما تعرضت له من منافسة شرسة مع هذه الصحف.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة