هانى صلاح الدين

مباراة "أم المعارك" وخراب البيوت!

الأربعاء، 11 نوفمبر 2009 12:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد أثار اندهاشى خبر نشره اليوم السابع حول ترك زوجة مصرية منزلها الكائن بالعاصمة الجزائرية، عقب وقوع مشاجرة بينها وبين زوجها، حول من سيفوز فى المباراة القادمة بين المنتحب الجزائرى لكرة القدم ونظيره المصرى يوم السبت القادم، وقد استشعرت الانحدار الذى وصلت إليه أحوال الأسر العربية، فأى عاقل لا يستطيع أن يستوعب أن أسرة من الممكن أن تنهار بسبب مباراة، وأى منطق يسمح لزوجة أن تغضب ربها وتترك منزلها، وتغامر بمستقبل أولادها، بسبب مناقشة حول نتيجة مباراة مازالت فى علم الغيب. إنه الجنون والغباء والهيافة بعينها، فليس من الوطنية فى شىء خراب البيوت، وانهيار الأسر تحت مسمى التعصب لفريق كرة قدم.

لكن لابد أن نعترف جميعا أن هناك معالجة إعلامية خاطئة لهذا الحدث الرياضى، أشعلت النيران بين الشعبيين، فقد نفخ بعض الإعلاميين فى وسائل الإعلام المرئية والمقروءة فى بوق الفتنة، ووصل الأمر ببعضهم أنه وصف هذه المباراة بأم المعارك، ومنهم من يقول إنها معركة حياة أو موت، كما وجدنا مانشتات بعض الصحف تؤكد أن المباراة سيعقبها قطيعة سياسية بين البلدين، وقد خرج الرئيس الجزائرى بنفسه ليؤكد أن العلاقات بيننا وبينهم أكبر من مباراة كرة قدم!

ولا أدرى لمصلحة من إشعال النار بين البلدين بهذه الصورة، فالأمر فى النهاية مجرد مباراة كرة قدم، سيحسم نتيجتها جهد وعرق واستعداد جيد لها، وقبل كل ذلك توفيق من الله عز وجل، ولا يحتاج الأمر لكل هذا التجييش والشحن فى صفوف البلدين.

ولابد علينا كإعلاميين أن نبادر خلال الأيام المتبقية على المباراة بتهدئة الأوضاع ووقف الشحن، فالمباراة ليست نهاية العالم، كما أن علاقاتنا بأشقائنا العرب وبأمتنا من المفترض أنها أهم بكثير من مجرد فوز فى مباراة، حتى لو كانت المعبر لفريقنا لكأس العالم.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة