على درويش

الحكم الربانى

الجمعة، 25 ديسمبر 2009 12:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من غشنا فليس منا» وهذا حكم نبوى وحكم ربانى مؤكد برفض هذا المسعى الفردى أو الجماعى فى الحياة وما يحدثه من أضرار فى المجتمع وما يحدثه من دمار لقيم الأمانة والإتقان والكسب الحلال والطهر والالتزام بالأنوار المحمدية التى بعثها الله لهداية البشر إلى كل ما هو جق وعادل وطاهر.

الغش هو قبح يقتحم باطن الفرد يحركه الطمع بالحصول على ما لا يستحق. إن الغش هو الضلال بعينه لأنه يوهم الناس بما هو غير موجود وبما هو طيب وهو ليس كذلك. إنه أداة شيطانية تدفع الفرد أو مجموعات من البشر لتخريب العقول والضمائر والقلوب وذلك باستدراجهم إلى قبول ما ليس لهم ثم الرضا بذلك.

كان الحكم النبوى والربانى هو لفظ الغشاش وطرده من المجتمع الإسلامى الذى يتحرك فى إطار قيم أنزلها الله لسعادة البشر. قيم تؤدى إلى تفتح زهور الخير وبذور العمل الشريف المؤدى إلى رفعه المجتمع ككل بكل فئاته وأجناسه. إن الحكم النبوى بإلقاء الغشاش خارج الدائرة الإسلامية يعنى أنه خارج دائرة الحب والاحترام. الغشاش يطرد كما طرد إبليس من الجنة. وهذا الطرد والعزل والحصار يعد شيئا ضروريا لأنه لا يستوى الفجار والأبرار فى الدنيا والآخرة فالأبرار فى الجنة والفجار فى النار.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «كمال الإيمان حسن الخلق» والغش عكس كمال الإيمان وعكس حسن الخلق. فالغشاش إيمانه ناقص لأنه رضى بإحداث الضرر بأخيه المسلم وبغيره من البشر ولا يمكن أن يوصف بأنه على خلق كريم لأنه يكذب ويخدع ويضلل الآخرين....
إن الغشاش قد فكر ودبر ثم نفذ غشه فهذا يعنى أنه فعل جريمته بوعى كامل وتخطيط واضح وبالتالى فإن فعلته هى جريمة القلب الميت الذى اختنق فيه إيمان.

ومن نصائح رسول الله صلى الله عليه وسلم الحفاظ على وحدة الأمة «فإن البركة مع الجماعة» والغشاش هو أشبه بالسوس الذى ينخر فى جسد الأمة، إنه خرب ذاته بالطمع والزيف وإطفاء الأنوار التى وضعها الله فى باطنه فعميت بصيرته وظن أنه من الممكن أن يبنى مستقبله بالكذب وبالحرام ونسى أن الماء الذى يروى به أرضه لن يخرج ثمارا ولكنه سيخرج حيات كلها سم زعاف. ونسى أيضا أن لا الأمم ولا الأفراد تشيد بالحرام والغش.
الطريق الأمثل هو الطريق الذى أسسه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو بشر ولكنه ليس ككل البشر إنه الرسول الخاتم الذى أوحى الله له بالسبل التى تسعد البشر والتى ليس من بينها الغش.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة