هانى صلاح الدين

لا تعاملوا الإخوان على أنهم ملائكة

الجمعة، 25 ديسمبر 2009 12:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد سيطرت أحداث انتخابات مكتب الإرشاد على وسائل الإعلام والرأى العام فى مصر، خلال الفترة الماضية، وبالطبع يعود ذلك لثقل هذه الجماعة وانتشارها فى المجتمع المصرى، لكن الغريب أن كل من تعرضوا لهذا الحدث قيموه بشكل يخالف الواقع، معتبرين أن الإخوان ملائكة وليس من حقهم أن يختلفوا فيما بينهم، رغم أن ذلك من سنن البشر، ما لم يفسد للود قضية، وهنا أريد أن أوضح مجموعة من الحقائق، من أهمها ما يلى:

ـ إن الإخوان مجموعة من البشر، اصطفوا خلف مشروع إصلاحى سياسى مدنى اعتمد فى مرجعيته على الإسلام، يستهدفون من خلاله إظهار حبهم لدينهم ووطنهم وأمتهم، ويقومون من خلاله بتغيير واقعنا الأليم، وتجربتهم تجربة بشرية ليست منزهة عن الخطأ، ووارد فيهم أن يقعوا فى عثرات، فهم ليسوا منزهين أو ينطقون عن الله، لكن علينا أن نتعامل معهم على أنهم بشر مثلنا.

ـ ليس من حق أحد أن يفرض على صاحب اتجاه أو فكر أو أيدلوجية، مساراً بعينه، فمن ينتمون لفكرة عليهم تحديد أهدافهم ووسائلهم وثوابتهم ومرجعيتهم، ثم يطرحون أنفسهم على المجتمع، فمن يقبلهم أو يرفضهم له مطلق الحرية، لكن عندما يريد الإخوان مساراً خاصاً بجماعتهم، نجد الكل يشهر سيفه لتمزيقهم، مدعين أن هذه الجماعة تمثل خطراً على المجتمع، وتحارب الاتجاهات الإصلاحية بها، ولا أدرى من أين أتى المحللون بمصطلح الإصلاحيين والمحافظين، فبالأمس القريب حسبوا د.عصام العريان على ما سموه بالاتجاه الإصلاحى، وعندما دخل مكتب الإرشاد أصبح من المحافظين، بل واتهموه بأنه باع الإصلاحيين!

ـ الخلافات التى ترتبت على نتائج هذه الانتخابات، أراه شيئاً عادياً، لأن نفوس البشر من الممكن أن يترسب بها بعض المشاكل، لكنها لا تدوم لدى الإخوان، والدليل على ذلك موقف د.عبد المنعم أبو الفتوح ود.حبيب، اللذين يتمتعان بشعبية ومحبة كبيرة داخل الجماعة، وقد ظهر هذا الموقف بوضوح فى حوار د.حبيب مع الشروق، والذى عبر فيه عن اختلافاته بمنتهى اللياقة والمحبة والإخوة، دون التجريح أو الاتهام لأحد، وأيضا د.عبد المنعم، الذى أكد على إحدى الفضائيات أنه ابن الجماعة ولا خلاف بينه وبين أحد، وإن كان له ملاحظات، فقد أبداها لمن يخصه الأمر، بل ضرب الرجلان المثل فى الامتثال للشورى، وأثارا مصلحة الجماعة ولم شملها على أى مواقف شخصية.

ـ لكن لابد أن نقرأ نتائج هذه الانتخابات بشكل مختلف، فقد أكدت هذه الانتخابات المؤسسية القوية التى تتمتع بها هذه الجماعة، وتغليب الشورى واحترام نتائجها، فأرونى أى حزب سياسى أو نظام حاكم لمصر على مدار العقود الماضية تنازل فيه الرئيس عن منصبه، أو غُير نائب رئيس عن طريق الاقتراع الحر، دون أن يترتب على ذلك انشقاقات أو تجميد للحزب، بل أرونى أمانة عامه لحزب يحدث تغير فيها بنسبه 80%.

ـ إن نتائج انتخابات مكتب الإرشاد أراها ستحدث نقلة داخل الجماعة، فالمنتخبون معظمهم محسوب على جيل الوسط، كما لم يخلو المكتب من أصحاب التاريخ والعطاء على مدار عشرات السنوات، فمن بينهم البرلمانيون الذين أثبتوا حنكتهم السياسية، ومنهم الشعبيون الذين يتمتعون بمكانة كبيرة فى المجتمع، ومنهم أصحاب العطاء الذى لا ينكره أحد، ولذلك سيكونون عقلاً جماعياً جيداً سينير الطريق للجماعة، وأتوقع أنهم سيكونون أكثر انفتاحاً على المجتمع المصرى.

لذا أطالب الجميع بأن يعطوا الفرصة لهذه المجموعة المختارة بشكل ديمقراطى عز على واقعنا السياسى بمصر، حتى يضيفوا جديداً لواقع الجماعة، وينفتحوا على الآخر السياسى بشكل يثرى الحياة السياسية، ثم نحاسبهم إذا اخطئوا فى حق المجتمع، لا نكيل لهم الاتهامات قبل أن يبدأوا.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة