هانى صلاح الدين

بـ20 جنيه واللى ما يشترى يتفلق

الخميس، 31 ديسمبر 2009 12:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خلال زيارتى الأخيرة لبلدتى بمحافظة بنى سويف، وجدت منذ أن وطأت قدمى المكان، أن هناك حالة من "الهرك والمرج" تسود البلدة، فالكل يحمل أسطوانات البوتجاز ويجرى بها فى الطرقات ويحاول أن يفوز بـ"أنبوبة" من المستودع الرسمى، حتى ينجى من نار السوق السوداء، واستمرت هذه الحالة من تدافع البسطاء على المستودع حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى.

لكن للأسف كان نصيب الأسد من هذه الأسطوانات المدعمة، للبهوات أعضاء المجالس المحلية والقيادات التنظيمية بالحزب الوطنى وأقاربهم، فى حين كان الضحية البسطاء وغير القادرين من محدودى الدخل، فقد فشل معظمهم فى تحقيق حلمه فى الحصول على "أنبوبة" بوتجاز بـ4 جنيه.

وقد أوعجتنى كلمات أحد الأشخاص، حينما أوقفنى بأحد شوارع البلدة، صارخا فى وجهى إلى متى هذا الذل، ألسنا مواطنين ولنا حقوق، أين أقلامكم من هذه المحسوبية التى لا تطيح إلا بمثلى من معدومى الدخل، وواصل الرجل علامات استفهامه قائلا كيف يتسنى لموظف مثلى كل دخله 300 جنيه فى الشهر، أن يشترى "أنبوبة" بوتجاز بـ20 جنيه من السوق السوداء، خد مرتبى وأكلنى أنا وولادى الثلاثة عيش حاف، وادفع إيجار الشقة أم 150 جنيه، وادفع لى فلوس الدروس وفواتير الكهربة والميه، وصل صوتنا للبهوات وقل لهم ارحمونا من ذل المعيشة، إحنا لا بتاعوت سياسة ولا طمعنين فى كراسى، بس أحنا زهقنا وتعبنا وناقص نكفر ببلدنا.

هذه الرسالة أنقلها لمن يهمه الأمر، خاصة، أكابر النظام الحاكم، لعلهم يشعرون بمدى الحالة التى وصل إليها رجل الشارع، من إحساس بالظلم والمعاناة من الفساد والمحسوبية، بل لعلها تيقظ ضمائر من يتحكمون فى مقدرات هذا الشعب، وأطالبهم بحل فازورات من كان دخله 300 جنيه ولديه ثلاثة أولاد ويدفع 150 جنيها إيجارا لشقته، أظن أن هذه المعادلة ستستعصى على من يحاول حلها حتى لو كان عالما خبيرا متفردا فى علمه.

إنها جرائم يرتكبها النظام الحاكم فى حق أبناء هذا الوطن، وجاء الوقت لمحاسبته، حتى نعدل مسار بلدنا وننقذها من نيران الفساد التى ألهبت ظهورنا جميعا، كما أن على كل صاحب قلم أو فكر، أن يستشعر بمسئوليته نحو المواطن البسيط، الذى يدفع فاتورة تردى الأوضاع فى بلدنا، وأن يمارس كل الضغوط من أجل إنقاذ هؤلاء من مآسيهم اليومية التى حولت حياتهم لجحيم لا يطاق.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة