هانى صلاح الدين

حماس والمبادئ والهدنة

الإثنين، 16 فبراير 2009 10:27 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلما توالت الأحداث السياسية على ساحتنا العربية، وتفنن اللوبى العربى المرتمى بأحضان الغرب فى التضييق على الحركات الإسلامية المعتدلة، وعلى رأسها حماس، وممارسة الضغوط عليها، من أجل ابتزازها والرضوخ للمطالب الصهيونية. وجدت أن هذه الحركات تزداد صلابة وتمسكا بعقيدتها ومبادئها، مما أفسد كل مخططات استئصالها، ولعل ما حققته المقاومة الإسلامية الشريفة بغزة من نصر على القوات الصهيونية ما هو إلا ثمرة الثبات على المبادئ والاعتصام بالله، ثم جاءت مارثونات تسوية الهدنة بين حماس وفصائل المقاومة من جهة والجانب الصهيونى من جهة أخرى، وقد توقع الجميع أن المقاومة ستكون أكثر ليناً حتى تلملم جراح معركة غزة، بل وبدأ الوسطاء فى ممارسة ضغوط من جديد، لكن كان الثبات على المبدأ هو سيد الموقف، وخرجت حماس والفصائل المقاومة من مفاوضات التسوية، بما استهدفوه من فك الحصار وفصل قضية شاليط عن هذه التسوية، وذلك بالرغم من محاولات إسرائيل ربط الهدنة بمصير شاليط، كما جاء على لسان أولمرت بعد الإعلان عن الانتهاء من الصيغة النهائية للتهدئة، لكن جاء رد حماس حاسماً بالرفض القطعى لذلك.

كما استطاعت حماس بحنكة عالية، تنفيذ ما تريد بدون أن تخسر الجانب المصرى الذى تعنت معها كثيراً، بل وجدنا أن جزارى إسرائيل بدأوا يهيئون الرأى العام الإسرائيلى لتقبل صفقة الإفراج عن شاليط قبل وبعد الانتخابات، وتحدثوا عن ثمنها الباهظ، والتى سيرغمون فيها على إطلاق سراح قائمة الأسرى التى أصرت حماس عليها.

إنه نجاح عسكرى وسياسى أبهر الجميع، ويحاول البعض النيل منه وتسفيهه، لكن علينا جميعاً أن نعى أن ما حدث ما هو إلا ثمرة للثبات على المبادئ، والتضحية فى سبيلها، وأن دماء الأبرياء من أبناء غزة لم تذهب سدى، كما علينا أن نتيقن من أن مشوار التحرر الوطنى لابد وأن يسال فى سبيله الدماء، وأن يدفع الأحرار حياتهم ثمناً له، فما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، ولعل المليون شهيد الذين قدمتهم الجزائر فى مسيرة تحررها خير دليل على ذلك.

لكن على أمتنا وأنظمتنا العربية والسلطة الفلسطينية برئاسة أبو مازن، أن يتعلموا كيف تنتزع الحقوق، ويؤثر الموت تحت راية الثوابت والمبادئ، لا الهرولة خلف ركب الغرب، والطمع فى جزرة الأعداء المسمومة، بل علينا جميعاً أن نعيد حساباتنا من جديد، من منطلق مصلحة أمتنا لا من حسابات الكراسى.

كما آن الأوان أن يكون هناك مصالحة فلسطينية على أرضية وطنية، يحكمها مبادئ المقاومة والتحرر، والانحياز الكامل لمصلحة الفلسطينيين الذين أفنوا حياتهم فى مشروعهم المقاوم، وعلى فتح أن تعود لدورها الوطنى الذى لعب دور البطولة فى أوقات كثيرة من تاريخ القضية الفلسطينية، وأن تلتحم بركب فصائل المقاومة الإسلامية الشريفة حتى تعود الوحدة الوطنية للصف الفلسطينى من جديد .








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة