هانى صلاح الدين

حكومة برئاسة أيمن نور

الخميس، 26 فبراير 2009 10:45 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبح من الواضح لكل المصريين أننا نعيش أحلك فترات تخبط الحكومة الحالية، وخير دليل على ذلك حالة الاحتقان السياسى الذى تعيشه مصر، فقد نجحت الحكومة المصرية بجدارة فى كسب عداء كل فئات الشعب المصرى، فقد دخلت خلال الأيام الماضية فى مواجهة صريحة مع المحامين من خلال قانون الرسوم القضائية، ومواجهة أخرى مع الصيادلة الذين رفضوا فرض جباية وزير المالية وأشرف العربى عليهم، وثالثة مع الصحفيين الذين استشعروا أن الحكومة تحاول إذلالهم بمنع البدل عنهم بالرغم من فوز قائمتها التى على رأسها مكرم محمد أحمد فى الانتخابات الأخيرة، بل وصل التعنت الحكومى للطبقات الكادحة وعلى رأسهم أصحاب المقطورات الذين استشعروا أن قرار التخلص من المقطورات وتعديل قانون المرور مجاملة واضحة من كمال الشاذلى لعز، وبالطبع الضحية البسطاء.

بل نجد أن هذا التخبط أفرز أزمات تًسبب فيها بيزنس رجال الأعمال من الساسة والوزراء، وعلى رأسها أزمة احتكار الحديد الذى أصبح ملك يمين أحمد عز ولم يكسرها إلا الحديد المستورد الذى يواجه أسوأ حرب من شركات عز، وأزمة الأسمنت الذى أصل تكلفته لا تتجاوز 90 جنيه للطن، كما أكد لى رئيس مجلس إدارة شركة أسمنت بنى سويف الأسبق، بينما يصل سعر بيعه فى الآونة الأخيرة إلى 800 جنيه، وارتفاع الأسعار الذى جعل الشعب يكفر بكل دعوات الإصلاح التى تطلقها وزارة رجال الأعمال، أنها وزارة النكسات والغلاء الفاحش والفساد بكل معانيه.

وعندما ازدادت حالة الاحتقان فى الشارع المصرى، واشتعلت المظاهرات والاعتصامات فى أرجاء المحافظات، فشلت الحكومة فى حلها مما أدى إلى تدخل الرئيس مبارك بصورة مباشرة لإنقاذ الموقف، وتوالت الحلول الفورية، وكأنها عصا سحرية تحاول تسكين غضب الشارع المصرى، بل فجرت هذه القرارات مفاجأة أذهلت الجميع، حيث حملت بين طياتها قرار العفو الصحى عن المعارض أيمن نور، لكن لابد أن نعلم جميعا أن كل ذلك مجرد مسكنات لن تحل أزمات الشعب المزمنة، لأن المؤسسية هى الحل الوحيد لحل هذه المشاكل المستعصية، وخاصة أن الحكومة فشلت فى القيام بهذا الدور الذى يأتى على قائمة الأعمال المنوطة بها.
لكن الغريب فى الأمر رغم كل أخطاء هذه الوزارة، إلا أنها لازالت مستمرة، بشكل يزيد من الاحتقان السياسى، ويعمق الهوة بينها وبين الشعب، بل ويدفع الجميع إلى حالة من التوتر والتحفز تضر بأمن المجتمع.

لذا أرى أن الحل للوضع المتدنى الذى وصلنا له أن تُنحى هذه الوزارة وتستبدل بوزارة توافق وطنى، تجمع بين طياتها كل الأحزاب والقوى السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، كما تضم بين طياتها ممثلين للحزب الوطنى من أمثال رشيد محمد رشيد، وأرى أن يكون على رأسها أيمن نور مع العلم أنى اختلف مع نور فى كثير من المواقف خاصة تقاربه مع الجانب الأمريكى، وأطالبه بتنقية أجندته السياسية من خطيئة الاعتماد على الأمريكان، لكن الرجل حصل على المركز الثانى فى سباق الرئاسة الأخير ودفع من حريته ثمنا لخوضه هذه المعركة، أى أنه له شعبية أهلته ليكون الرجل الثانى فى الدولة.

على أن تكون المؤسسية شعار المرحلة المقبلة حتى نخرج من نفق حكومة رجال الأعمال المظلم، وأن نبدأ مرحلة جديدة تقوم أٌسسها على الوفاق الوطنى، وتحكمها نتائج صندوق الانتخابات المنزهة من التزوير والتلاعب الذى مارسه الحزب الوطنى على مدار ربع قرن مضى.

هذه دعوة أطلقها لعلها تجد صدى عند النظام المصرى، مع علمى بأن معظم من سيقرأ هذا المقال سيتهمنى بأنى غير واقعى، وأنى أحلم بحلم بعيد المنال فى ظل النظام الحالى، لكن انطلاقا من عشقى لهذا الوطن أطلق هذه الدعوة، لعلى أجد من يناصرها من أصحاب الأقلام الشريفة من أجل تشكيل رأى عام ضاغط، فمن خلال إرادة صلبة، ومحبة صادقة للوطن، والشعور بالمسئولية تجاهه، تتحقق الأحلام ويتغير الواقع.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة