هانى صلاح الدين

عبد المنعم أبو الفتوح لماذا؟

الإثنين، 29 يونيو 2009 10:48 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المواجهات المستمرة بين النظام المصرى والإخوان، شىء تعود عليه الجميع فى ظل محاولات الحكومة المصرية لتحجيم انتشار الفصيل السياسى المنافس له بقوة فى الشارع المصرى، ولذا وجدنا الضربات الأمنية المستمرة للإخوان التى تدرجت من الاعتقال العشوائى لأعضاء الجماعة إلى الأحكام العسكرية، لكن نجد أن النظام يستهدف فى مختلف هذا الحملات قيادات إخوانية بعينها من أمثال خيرت الشاطر وعبد المنعم أبو الفتوح وعصام العريان وجمال عبد السلام، وهنا علينا أن نطرح لماذا استهداف النظام هذه القيادات بعينها، ويعود هذا الاستهداف لما يلى:

ـ إن هذه القيادات تتمتع بشعبية كبيرة، وأصبح لها تأثير واضح على الرأى العام المصرى، وتتمتع بمصداقية كبيرة خاصة فى وسائل الإعلام المختلفة.

ــ إن هذه القيادات لها علاقات واسعة بمختلف قيادات العمل السياسى، وتتمتع بقبول لدى كل ألوان الطيف السياسى والاجتماعى، كما أنهم مؤسسون فى كثير من الحركات المعارضة أمثال حركة كفاية وغيرها من حركات التغيير، كما أن لهم دوراً فعالاً فى العمل النقابى.

ـ هذه القيادات لها حضور عالمى فى مختلف الأوساط الإعلامية والسياسية، وأصبحت علامة واضحة فى التيار الإسلامى المعتدل، ومنهم من يشرف على لجان إغاثية قامت بدور فعال فى الكوارث والحروب التى تتعرض لها الأمة أمثال جمال عبد السلام، وبالطبع أصبح لهم علاقات دولية تقلق النظام، ولذا ما ذكره الدكتور محمد حبيب نائب المرشد العام للإخوان فى تصريحاته لليوم السابع حول القبض على جمال عبد السلام من أجل الضغط على حماس للقبول بشروط فتح أجده غير مستبعد.

ـ كما أن هذه القيادات مؤهلة فى أى وقت لخوض انتخابات الرئاسة فى مصر، خاصة العريان وأبو الفتوح، ولعل استفتاء الجزيرة على ترشح العريان لهذا المنصب واستحواذه على 80% من الأصوات المشاركة فى هذا الاستفتاء خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، جعل النظام المصرى ينظر لهذه القيادات بنظرة العدو اللدود، ولذا وجدنا النظام يجعلهم ضيوفاً مستمرين على المعتقلات والسجون.

لكن على النظام أن يعى جيداً أن تصرفاته الاستفزازية واعتقالاته المستمرة لهذه الرموز لا تزيد رصيدهم فى الشارع المصرى إلا ارتفاعاً، كما تدعم علاقاتهم بمخالفيهم المؤيدين لحرية الرأى وتزيد من تأييد الفصائل السياسية الأخرى لهم.

كما أن استخدام البطش وتفعيل آليات قانون الطوارئ ضد المعارضين، لا يزيد الرأى العام إلا سخطاً، ولا يزيد الأجواء السياسية إلا احتقاناً، ويجعل الجميع متحفزين للتخلص من أمواج ظلمات الظلم الذى عودنا عليه النظام المصرى على مدى عقود عديدة، وأرى أن النظام المصرى بهذه التصرفات قد أعلن إفلاسه السياسى، وأنه بالفعل لا يملك إلا عصا الأمن الغليظة التى أصبحت الرئة التى يتنفس منها من أجل أن يستمر على قيد الحياة، لكن ما سمعنا على مدار التاريخ أن يطول عمر نظام يعتمد على هذه النوعيات من المنشطات الظلامية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة