على درويش

الكهف المظلم

الخميس، 06 أغسطس 2009 09:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل كل الناس أولاد سيدنا آدم أبوالبشر وأبوالأنبياء؟.. الإجابة الطبيعية هى بالإيجاب، ولكن المتفحص لسلوك وأفكار الأولاد يجد أنهم لا يمكن أن يكونوا من أبناء أول نبى، فآدم عليه السلام أخطأ واعترف بذنبه وندم على ما فعل واستغفر فقبل الله توبته فاستقام بعد عصيان وحمل فى صدره أسماء الله المقدسة التى خصه الله بها، فبحمله هذه الأسماء أضاء الله سبحانه وتعالى باطنه وظاهره.

ونزل إلى الأرض كخليفة الله الذى سيقوم بإعمارها، ولكن هناك فرقا كبيرا بين الأب والأبناء.
والآن الهوة زادت والخلاف تفاقم بين صفات الأب وصفات الأبناء خاصة بعد مرور كل هذا الكم من السنين، فالأب كان صادقا أما الابن فهو كاذب ويستمتع بالكذب ويعلمه للصغار فيعيش الكل الآن فى بحر من الكذب.

والأب لم يسرق ولكن الأبناء الكثير منهم يأخذون ما لا يستحقون وبعضهم -أقصد الكثير منهم- يسرقون دون أن يرمش لهم جفن.. الأب عاش يكدح ويعبد ويرعى سلالته ولكن الابن يريد أن يحصل على ما لا يستحق دون كدح وبرغم أن العمل عبادة فإنه لايريده بالشكل الذى فيه كدح ويهمل فى تربية الأبناء فتكون النتيجة هى العقوق.

ولأن الهوة أصبحت كالكهف المظلم فقد أرسل الله الرحمن الرحيم إلى البشر أنبياء ليقدموا القدوة والنموذج الذى يجلب السعادة ويخرجهم من الكهف المظلم إلى نور الحق. كان آخر الأنوار الإلهية إلى البشر الذين هم خلفاء الله فى الأرض هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

وفى العصر الحديث أغمض الأبناء الذين هم خلفاء الله فى الأرض أعينهم عن النور فتخبطوا ورفضوا كمال الفعل والقول والخاطر واختاروا الفعل الناقص والقول الكاذب، وفى بعض الأحيان، الفاحش واستمتعوا بالخاطر الشيطانى الذى يؤدى إلى القتل وسفك الدماء وإلى السرقات وغير ذلك من النواقص التى تنفى الخلافة وتسقطها.

أين كل ذلك من النور الذى أشار الله علينا به، لقد خرج سيدنا يونس من ظلام جوف الحوت بالذكر فإن لم يذكر لظل فى الظلام إلى يوم القيامة. ولقد أنقذ سيدنا موسى من فرعون وجنوده عندما طلب النجدة من الله سبحانه فهداه إلى أن يضرب البحر بالعصا فعبر إلى الأمان وغرق فرعون، فذكر الله يجلى البصر والبصيرة وينير الطريق وينفى الظلام ويحث على العمل الشريف الصادق الذى يثمر ويظلل على صاحبه وعلى أهله وعلى بلده، والذكر قول باللسان وفعل بالجوارح وتطهير للخواطر. وبما أن الله نور السموات والأرض، فالذى يكون معه بالذكر بكل صور الذكر لا يعرف الظلام ولا يضل ولا يشقى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة