على درويش

أنا العاشق

الجمعة، 11 سبتمبر 2009 09:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال العاشق فى سره وهو يكتم العشق الذى غمر قلبه وتغلغل فى أنسجة كيانه عن الناس كلها:

أنا العاشق الذى عشق حتى فنى
وحلق بحبه فوق العلا وعلا
الفؤاد العاشق تدكدك وغدا
كشمس هى للمحبوب فدى
قلبى وجسدى للمحبوب خر سجدا
ولسان قلبى وروحى بجماله سبحا
هواه أسكرنى فنسيت من بعد ومن دنى
والقرب منه هو عين عين المنى
بكت عيناه وهمس لذاته
من عشقه الفؤاد دخل بنوره وتربع
وحنين سرمدى فى القلب نما وترعرع

عاد المحب إلى البكاء بدمع نبت من روحه الهائمة الفانية فى الأول والآخر الظاهر والباطن.

حب الله العظيم يجعل للعبادة أثر ونتيجة ويبث فيها روحا تسرى فى كيان المحب وفى قلبه وترتشف روحه من أنوار التجليات الربانية، وتشم الروح والريحان وتجد أنها تتحسس طريقها إلى الجنان فى عناية الحنان المنان. حب الله سبحانه هو الوجود ومن انشغل بغيره فقد تاه وضل السبيل واختار الحياة العدمية التى كل شيء فيها يصير إلى العدم وكل المتع تنتهى إلى لا شىء.... حياة فيها العين لا تبصر والقلب جف واليد لا تعطى والحركة والفعل لا يثمران إلا ما هو باطل وسراب.. يصبح فيها البنيان البشرى كالأرض الخراب يسود فيه الظلام والحرام.

الحب للذات المقدسة يقدس الذات البشرية المخلوقة ويجعلها الحب الصادق النورانى الذى سكن القلب وملء العقل تحلق نحو النور المحيط بها، حتى تسجد وهى هائمة بربها الكمال المطلق والحق الذى يعلو كل شىء ويقوم به كل شىء وهو قائم بذلته ويمنح كل مخلوقاته الرعاية والعناية والعلم والحرية النابعة من الارتباط بالمطلق الذى هو الفرد الواحد الحى القيوم الحكم العدل.

لا يمكن أن تتم السعادة إلا إذا أصبح الله فى القلب وفى العين وعلى السان وسكن الروح وتصبح أنا هو يرفع إلى عليين الدنيا وعليين الآخرة فيمشى العبد على الماء ويطير فى السماء ثم يسجد السجود الحقيقى لله الواحد القهار المحب. وما أحلاه من سجود.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة