هانى صلاح الدين

استغلال النصر من أجل نهضة مصرية

الأربعاء، 03 فبراير 2010 12:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد أثبت المصريون أنهم قادرون على تحقيق المستحيل، وتحدى الصعاب وتخطى المعوقات، ولعل ماحققه شباب فريقنا القومى فى كأس الأمم الأفريقية خير دليل على علو همتنا وعشقنا لوطننا، وقد ترتب على هذا النصر الذى أسعد المصريين، إحساس بالفخر للانتماء لهذا الوطن، بل تفجرت مشاعر العطاء لدى الجميع.

لذا علينا أن نوظف نشوة النصر، وفخر الانتماء، وعلو الهمة، من خلال تبنى مشروع نهضوى يخرج وطننا من عنق الزجاجة، وينقذ شعبنا من الفقر الذى يغرق فيه الجميع، فشعبنا قادر على صناعة مجدنا، وشبابنا قادر على أن يكون الطاقة المحركة لهذه النهضة.

فكما أثبتنا قدرتنا على صناعة مجدنا الكروى، علينا أن نبنى مجدنا العلمى من خلال تبنى أصحاب القدرات الخاصة وتوفيركل الإمكانيات التى تساعدهم على الابتكار والاختراع، وعلى رجال الأعمال الشرفاء دور فى تبنى هؤلاء الموهوبين حتى لو بنية الاستثمار فيهم، لجنى ثمارهم لمشروعاتهم الاستثمارية.

كما على الشباب المصرى أن ينهضوا من كبوتهم، التى دفعتهم للإدمان تارة والانحراف الأخلاقى تارة، وإلى التطرف تارة أخرى، وذلك من خلال تمسكهم بقيمهم الأخلاقية والدينية، سواء الإسلامية أو المسيحية، كما عليهم الإقبال على التحصيل العلمى بشكل يفيدهم عمليا، وعلى من أنهوا دراستهم ألا يكفروا بالوظائف الحكومية التى لاتزيدهم إلا فقرا، رافعين شعار "إن فاتكم وظائف الميرى فاحمدوا الله"، وذلك من أجل الإقبال على العمل الحر حتى لوكان فى أول الأمر بسيطا..

وعلى الدولة فى هذا الجانب أن توفر لشبابنا القروض الحسنة بدون فوائد، فكفانا ربا أغرقنا فى غضب الرب وفساد الاقتصاد، وحتى لا نحمل شبابنا أعباء تعوق مشروعاتهم الصغيرة، كما على الدولة أيضا أن تزيل من طريق هؤلاء الشباب الإجراءات الروتينية والتعقيدات الإدارية والجبايات الضريبية، التى تغرس فى شبابنا اليأس.

ليس من المنطقى أن أصحاب الهمم أمثالنا يعيشون على الاستيراد، لدرجة أن علمنا المصرى رمز كرامتنا أصبح مكتوبا عليه "صنع فى الصين"! فقد جاء الوقت لنعود إلى خريطة المصدرين، وذلك من خلال المشروعات الصغيرة التى ستحول مصر لعملاق اقتصادى يكرر تجربة دول النمور الآسيوية.

بل علينا أيضا أن نصر جميعا على الإصلاح السياسى، فلا إصلاح اقصادى واجتماعى بدون إصلاح سياسى، وأرى أن أول خطوات هذا الأمر يكمن فى إجراء مصالحة وطنية، يتم من خلالها الاتفاق على الاحتكام لصندوق الانتخاب، وتداول السلطة بين الأحزاب والقوى السياسية، وألا يُقصى من هذه المصالحة حزب أو قوى سياسية، ويكون الفيصل فى ذلك صوت رجل الشارع، الذى يرجح كفة من يريد.

إن شعبنا قادر على أن يعيدنا من جديد لمقدمة الصفوف، وقد آن الأوان أن نقف صفا واحدا، متناسين الخلافات السياسية، رافضين الواقع المرير الذى نعيشه، متوافقين على أن تكون مصلحة البلد أولا، محاربين بكل قوة خفافيش الاحتكار مستغلى السلطة، الذين تعودوا على استغلال نفوذهم ومواقعهم السياسية من أجل أن ترتفع حساباتهم بالبنوك، على حساب الكادحين من أبناء هذا الوطن.

إنها دعوة أطقها لعلها تجد استجابة لها من المثقفين وأصحاب رؤوس الأموال الشريفة، والأحزاب والقوى السياسية والإسلامية، والشرفاء من الحزب الحاكم، فكلنا فى سفينة واحدة إذا غرقت ستغرق بالجميع، وإذا نجت سينعم الجميع بخيرها.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة