على درويش

الكفن لا يحجب العيوب

الجمعة، 12 مارس 2010 02:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن الدنيا مزرعة، وبئر عسل، وحلم أو كابوس، وأوصاف أخرى كثيرة تتأرجح بين المر والشهد، ولكن الحقيقة التى لا مفر منها، هى أنها لابد أن تنتهى. وبعد أن يدق ناقوس النهاية، لم يعد ممكنا العودة ثانية واحدة إلى الخلف، لإعادة كتابة سيناريو الحياه، وتعديل النهاية، ومنع الثواب أوالعقاب المرتقب.

عندما تتوقف ساعة الحياة يدخل الإنسان فى زمن آخر وقوانين أخرى، وخطاب غير الخطاب، ولاينظر إلى شىء سوى ما قدمت يدا الإنسان من خير أوشر. المعانى والأفعال لها شكل آخر وصور أخرى. فللفعل الجميل صورة جميلة، وثوابه أكبر، فعل يجلب السعادة ويحول القبر إلى «روضة»، وإن كان عكس ذلك أصبح القبر «حفرة من جهنم».

الفعل الطيب يقود صاحبه إلى عالم النور، وأهل السعادة والهناء، ومدمن الأفعال الشريرة يساق إلى عالم الظلام والعذاب. كل واحد من الصنفين قد اختار مستقبله، واحد اختارالأنوار والسعادة الأبدية، والآخر اختار الظلام بكل أشكاله وصوره ومذاقه الأبدى.

هناك من الناس من ينسى أن الحياه لابد لها من نهاية ويحبها حب العبد الصالح للأبدية، ويقاتل عليها بجنون، ويبخل بها على أقرب الناس إليه.

قال سيد الخلق لواحد من الأنصار: «كيف نفلح والدنيا أحب إليك من أحنى الناس عليك» إن الفلاح هوتحقيق القرب من الله سبحانه وتعالى، والقرب هوالهناء والجنة والفردوس الأعلى، والذى يحب الدنيا أكثر من أحنى الناس عليه، ولايجد فى الحقيقة أحنى على الإنسان من رب العالمين الذى يحب عباده، ويرعاهم، ويتودد لهم بالنعم، ولكن هناك من العباد الذين يأخذون النعم ويفرون من المنعم.

قال ذات يوم رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل الصفة: «كيف انتم بعدى إذا شبعتم من الخبز والزيت، وأكلتم أوانى الطعام، ولبستم أنواع الثياب. أفأنتم اليوم خير أم ذاك؟ قالوا: ذاك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «بل أنتم اليوم خير» قد يقول قائل إن رسول الله صلى الله عليه سلم، يتحدث إلى أهل الزهد، ولكن الحقيقة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا جميعا، إن الزهد يجب أن يكون سلوك الأمة، لأنه هوالسبيل للتخلص من قيود الدنيا، وسجن الشهوات، وفساد الباطن وطمس البصيرة، وموت القلوب، وتحجر الضمير. وكما قال البعض من المعاصرين الذين اكتشفوا سر الحياة: الكفن ليس له جيوب، ولا يحجب العيوب».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة