هانى صلاح الدين

"بعبع" البرادعى والأنظمة العربية

السبت، 10 أبريل 2010 12:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
القمع والاستبداد والديكتاتورية والبطش البوليسى، وكبت الحريات، كلها قواسم مشتركة بين الأنظمة العربية، وأى حركة إصلاحية تظهر فى بلد عربى نجد كل هذه الأنظمة تسعى بسرعة البرق لمحاصرتها، حتى لا تنتقل العدوى لهم، وخير دليل على ذلك ما حدث مع أعضاء جمعية البرادعى بالكويت.

حيث قامت قوات الأمن الكويتية، بناءً على توصيات مصرية، بمداهمة مقر الجمعية الوطنية للتغيير بالكويت مساء أمس، وألقت القبض على نحو 30 مصرياً عضواً بالجمعية الوطنية للتغيير، أثناء استعدادهم لتدشين الجمعية رسميا، وبالطبع الهدف من ذلك محاصرة ظاهرة البرادعى التى أصبحت تمثل "بعبع" للأنظمة العربية.

كما أن النظام المصرى يمثل لحكام العرب القدوة والمثل، وأى خطر يهدده يعد تهديدا لهم، فليس من مصلحتهم أن يحدث تغيير فى مصر، لأنها القائد الحقيقى لهم، لذلك تتآمر الدول العربية وتتحالف ضد الإصلاحيين الراغبين فى تغيير حقيقى بالواقع السياسى العربى.

ولذا لم أندهش، مما حدث لأعضاء جمعية البرادعى بالكويت، بل أتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة مزيداً من الضغوط والتضييق، على كل إصلاحى تسول له نفسه السعى للتغير.

فالأنظمة العربية التى نسج عليها العنكبوت خيوطه، لن تقبل بسهول أن تخضع للتغير، وستصادر أية محاولة لتغيير المعادلة السياسية فى المنطقة، وعلينا جميعا كشعوب عربية أن نعضد ظاهرة "بعبع البرادعى" ونضغط بكل قوة، ونُفًعل كل الوسائل السلمية من أجل زحزحة "اللاصقين" على عروش وكراسى الحكم.

أما البرادعى ورجاله فعليهم أن يدفعوا فاتورة انحيازهم للخيارات الوطنية، ويتحملوا تبعات الوقوف بجوار الحق، ويصمموا على مواصلة مسيرتهم الإصلاحية، وأن يلتحموا بالشارع بشكل قوى، حتى يكون لهم معين على مواجهة الأنظمة الفاسدة.

وبالرغم من اختلافى سابقا مع فكرة ترشيح البرادعى للرئاسة، إلا أننى أرى الآن أن الرجل نجح فى تجميع القوى السياسية المختلفة حوله، ووعى أن الانخراط فى الشارع المصرى، وعيش مشاكله أهم دعائم نجاحه فى المرحلة المقبلة، وأؤكد على أن نجاة مصر من عصابة الحزب الوطنى، تكمن فى توحيد صف المعارضة والقوى السياسية خلف راية واحدة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة