محمد الدسوقى رشدى

لا تقرأ هذه السطور.. كلها تشاؤم قاتل!

السبت، 05 يونيو 2010 12:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على قدر حبى للتفاؤل وللسادة المتفائلين على قدر ما أتعجب من أى متفائل يستنكر تشاؤمى، ربما لأننى فى تلك اللحظة أشك فى قواه البصرية التى لا ترى ما نحن غرقى فيه من بلاوى ومصائب، وربما لأننى لا أرى فى نصف الكوب المليان سوى مياه ملوثة لا تستدعى أن تفرح لوجودها.

وعلى قدر صدمتى فى هؤلاء الذين يتخذون من الانتحار طريقا للخلاص من وجع الدماغ على قد ما أندهش من هؤلاء الذين يسألون وبكل بساطة هو اللى بينتحروا دول.. بينتحروا ليه؟ .. والإندهاش هنا ليس منبعه أن صاحب السؤال لم يقرأ ما نشر عن الخطابات والوصايا الأخيرة للسادة المنتحرين والذى تنوعت الجمل فيها ما بين (انتحرت لأننى عجزت عن توفير طعام العشاء لأولادى، أو انتحرت لأن المدارس على الأبواب ولا أملك مليما لكسوة العيال والكراريس، أو انتحرت لأننى خاطب منذ 5 سنوات والموضوع انتهى لأننى فشلت فى تدبير نفقات الزواج، أو انتحرت لأنى مش لاقى أكل ومكسوف من عيالى، وأنا مش قادر أصرف عليهم)..

أعود إلى السبب الحقيقى وراء مسألة الاندهاش هذه واسمح لى أن أخبرك أننى أندهش بشدة من السادة الذين يسألون لماذا ينتحر هؤلاء؟ لأنهم يسألون السؤال وكأنهم يعيشون فى سويسرا.. أعرف أنك ستقول الآن أننى شخص محبط – بكسر الباء مرة وفتحها مرة- وأعرف أنك ستقول إننى من هؤلاء المتشائمين الذين يأخذون البلد ويرجعون بها إلى الخلف، ولكن دعنى أسألك أولا قبل أى كلام، هل بعد ما حصل فى انتخابات الشورى من تزوير وبلطجة فى عز الضهر توجد فرصة للتفاؤل؟

من فضلك لا تقل إننى وأمثالى من البشر نقتل الأمل فى نفوس الناس، ونصبغ المستقبل باللون الأسود، وحاجات تانية كتيير مضاف إليها الكثير من الكلام عن نفوسنا المريضة باليأس وعيوننا المصابة برمد تشاؤمى وقلوبنا الذى اخترقها سهم من سهام الكفار برحمة ربنا.

شوف يا سيدى وبمنتهى الاختصار.. نحن لا نزرع شوك اليأس، ولا نرسم لوحة المستقبل بالأسود، نحن فقط نتكلم بواقعية عما هو قائم وموجود، وفتش فى كراسات الرسم الخاصة بنا ستجد بها الكثير من الصفحات الملونة، وفى الجيب الخلفى لكل واحد منا قلما ألوان لزوم صناعة مستقبل ملون و60 بوصة كمان، طالما أن الناس ترتاح للمستقبل الذى يبدو مشرقا على صفحات الورق، بينما هو أسود كما لون الأسفلت المكسر الذى تفشل الدولة فى إصلاح حاله، ومليان مطبات صنعنا بعضها بأنفسنا وأهدتنا الحكومة بقيتها فوق البيعة.

إدينى حقنة أمل.. حاضر يا عزيزى القارئ المزنوق فى صفحات ملونة، لأن نفسيتك تعبت من من صفحات الحقيقة السودة، سوف أعطيك حقنة ملونة وسف أثبت لك أن المستقبل أكثر إشراقا مما تعتقد ومما يعتقد رجال الحكومة أنفسهم، لن أحدثك عن التزوير والبلطجة ولن أحدثك عن البطالة ولن أتكلم معك عن المعارضة الفاشلة ولا عن أمراض فيروس سى والسرطان والفشل الكلوى التى تتغول وتزحف وتنتشر، بينما وزارة الصحة نايمة، وبالطبع لن أخبرك بما هو معلوم بالضرورة عن كبار المسؤلين الفاسدين أو الوزارء الذين يستغلون الكرسى لخدمة أغراضهم الشخصية أو المستقبل السياسى غير الواضح المعالم لوطن المفترض فيه أن يكون هو كبير المنطقة، ابحث يا سيدى عن الأمل الذى تريده، واتركنا نحن نتصرف مع اليأس لعلنا نجبره على الرحيل من كثرة ما نكتب عنه، أو نجد خرم إبرة فاضى فى لوحة المستقبل السوداء من كثرة ما ننظر إليها، فنسارع باستخدام الأقلام الملونة.. ونلون الواقع بدلا من أن نفعل مثلك ونلون الورق بس!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة