كتاب جديد يصف الحفيد الأكبر لحسن البنا بأنه أكثر خطراً من أسامة بن لادن

الجمعة، 02 يوليو 2010 02:08 ص
كتاب جديد يصف الحفيد الأكبر لحسن البنا بأنه أكثر خطراً من أسامة بن لادن أسامة بن لادن
ريم عبدالحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄يعيبون على طارق رمضان تأثره بافكأر يوسف القرضاوى ويرفضون الجسور التى يحاول أن يمدها بين الإسلام والغرب
◄◄الكاتب أشاد ببوش لوضعه «رمضان» على لائحة الإرهاب.. وانتقد هيلارى لأنها منحته تأشيرة دخول إلى نيويورك


«لا تصدقوا هذا الداعية طارق رمضان.. الذى يتمسح فى ثوب الاعتدال.. إنه أكثر خطرا على أوروبا والغرب من المتطرفين الإسلاميين ومن بن لادن نفسه». هكذا وصف كتاب جديد د. طارق رمضان، المفكر الإسلامى البارز فى سويسرا وحفيد حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين.

الكتاب الذى صدر فى نيويورك بعنوان «رحلة المفكرين» للكاتب بول بيرمان يرفض الاعتراف بجهود الشخصيات المسلمة فى الغرب التى تحاول التوفيق بين الثقافة الغربية والهوية الإسلامية، رغم أن هذه الشخصيات من المفكرين والباحثين يرفضون العنف والإرهاب ويدعون إلى المواطنة والتسامح مع الآخر.

وربما يتفق الكثيرون على أن الخطر الذى يواجهه الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، هم هؤلاء الذين يدعون إلى العنف والذين كانوا سبباً فى وقوع كارثة 11 سبتمبر بالنسبة للأمريكيين، غير أن الكاتب يقدم وجهة نظر أخرى، يذهب فيها إلى أن المعتدلين، بمحاولتهم التوفيق بين الإسلام والثقافة الغربية، هم الأكثر خطورة على هذه الثقافة، ويجب صدهم بكل الطرق للحفاظ على ليبرالية الغرب.

فى الشهور الماضية، وصل طارق رمضان، المفكر الإسلامى البارز وحفيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، إلى الولايات المتحدة بعد ما يقرب من ست سنوات من رفض إدارة الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش منحه تأشيرة دخول إلى البلاد. وكان أساس الرفض هو تبرعه لجمعية خيرية فرنسية على صلة بحركة حماس، ثم أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أن رمضان مرحب به، وبدا أن ظهور رمضان فى الولايات المتحدة معبر عن تغيير فى لهجة الولايات المتحدة من العالم الإسلامى.

وكان الرئيس الأمريكى باراك أوباما قد تحدث فى خطابه المهم إلى العالم الإسلامى من القاهرة فى يونيو 2009 عن المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. وأمثال طارق رمضان من الشخصيات التى ترفض العنف والتى ظلت منبوذة فترة طويلة باعتبارها «مساعدة على التطرف»، ربما يمثلون الآن جسراً لسد الفجوات المستعصية على الحل.

لكن الكاتب بول بيرمان يرفض ذلك، فكتابه الجديد «رحلة المفكرين» يذهب إلى أن الكثيرين فى الولايات المتحدة وأوروبا يواجهون العدو الخطأ. فهو يعتقد أن الإسلاميين الذين يتبنون العنف لا يمثلون الخطر الأكبر، بل على العكس من ذلك فإنهم أبناء عمومتهم ممن يطلق عليهم الإسلاميون المعتدلون القادرون على صياغة أفكار ليبرالية فى شكل مسموم.

ويرى بيرمان، الذى ينتمى إلى دائرة الليبراليين الأمريكيين الذين دافعوا عن الحرب على العراق، والمعروف بانتقاداته السابقة للإسلام وهجومه المستمر عليه، أن رفض هؤلاء للعنف هو جزئى ومضلل، فهم مثلاً لا يرفضون العنف ضد إسرائيل أو القوات الأمريكية الموجودة فى العراق. ويزعم أن المشروع الإسلامى للتحول الاجتماعى يعمق العنف لدى المسلمين المجبرين على العيش فى محيط ضيق على نحو متزايد. ووفقاً لذلك، فإن الرد الوحيد من وجهة نظره هو صد شبح الإسلاميين المعتدلين بما أسماه رؤية أخلاقية لليبرالية.

ويبرر المؤلف ذلك بالقول إن الإسلاميين حتى من ينبذ العنف منهم يتحدون الليبراليين فى الغرب بدعم وتأييد عادات اجتماعية وأولويات سياسية تتناقض مع المعتقدات التاريخية لليبرالية. كما أنه يرى أن الأجندة السياسية والاجتماعية للحركات الإسلامية فى العالم الإسلامى تزعج الليبراليين الغربيين، حتى إذا كانت هذه الجماعات تدعم التوجهات الديمقراطية السلمية للمسلمين فى جميع أنحاء العالم.

ويضرب الكاتب مثالاً على الشخصيات التى يعتبرها خطرا على ليبرالية الغرب بطارق رمضان، والذى تأثر فكرياً إلى حد كبير بالشيخ يوسف القرضاوى. ويقول بيرمان إنه على يقين بأن طارق رمضان يخفى أجندته الحقيقية، ورغم أنه ليس متورطاً فى إحدى نظريات المؤامرة أو الخطط السرية، فإن طموح رمضان نفسه، والذى يتحدد فى مشروع الإحياء الإسلامى فى أوروبا والذى يقوم على نبذ العنف، هو مبعث القلق فى حد ذاته.

وفى عرض لهذا الكتاب الجديد المثير للجدل نشرته دورية فورين أفيرز فى عددها الأخير، قال مارك لينش، أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية فى جامعة جورج واشنطن، إن ما ذهب إليه بيرمان يخدم وبشكل سيئ هؤلاء المعنيين بصعود الإسلام السياسى فى الغرب. وينتقد المؤلف قائلاً إن نظرته وقراءته للإسلام ضيقة مبنية على اختيار ضيق لمصادر مقروءة مترجمة. فقد فشلت هذه القراءة فى فهم السياق السياسى والفكرى.

ويدافع لينش عن رمضان قائلاً: رمضان شخص براجماتى يسعى إلى طريقة تناسب المسلمين الأوروربيين لكى يكونوا مسلمين تماماً وأوروبيين تماماً. ففى كتابه «المسلمون الغربيون ومستقبل الإسلام»، يحدد طارق رمضان وسطية متطورة لكيفية تعايش المسلمين بالكامل فى بلدانهم الأوروبية مع الحفاظ على هويتهم الدينية، ويقول إن الأمر بيد المسلمين أنفسهم لكى يصبحوا مواطنين أمريكيين أو أوروربيين مع التزامهم الكامل بحقوق المواطنة وحفاظهم على هويتهم.

لكن بيرمان فى كتابه الجديد يرفض أى نوع من الجسور التى يحاول رمضان أن يمدها بين الإسلام والغرب، ويريد أن يصبح المسلمون علمانيين.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة