هانى صلاح الدين

أسس الحوار مع الغرب

الخميس، 22 يوليو 2010 11:43 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تناولنا أمس تاريخ العلاقات بين أمتنا والغرب، ومدى العنصرية التى تعامل بها الأخير معنا، ولكن رغم ذلك فنحن مطالبون بالتعامل مع كل بنى البشر، حتى لو اختلفنا معهم فى المعتقدات والقيم، فقد خلقنا الله شعوباً وقبائل لنتعارف، لكن لابد أن يقوم الحوار بيننا وبينهم على مجموعة من الأسس ومنها:

*ترسيخ مبدأ المساواة وإنزال أمتنا مكانتها، فلابد أن يتخلى الغرب عن النظرة الدونية للمسلمين والعرب، ويرسخ لديه أن أمتنا لها الفضل فما وصل العالم له من تقدم، فنحن الذين رسخنا قواعد البحث العلمى، ووضعنا مبادئ كثير من العلوم الطبيعية والإنسانية، ورفعنا قيم العلم والتعلم فى أعلى عليين، كما أرسينا منظومة قيم وأخلاقيات تتفق عليها كل الديانات السماوية، وتقبلها العقول السليمة..
وإن كان واقع أمتنا الحالى يتعثر فى كبوة، لكن "خيرية" أبنائها مستمرة، وسيأتى اليوم الذى ستنهض فيه، وليس ذلك على الله ببعيد، ولكن على أمتنا أن يكون لديها الإرادة لتحقيق النهضة من جديد.

* على الغرب إذا أراد حوارا جادا أن يتنازل عن مخططاته لاستهداف الهوية والثوابت، فأعمى البصر والبصيرة من ينكر أن الغرب لديه مخططات خبيثة، يحاولون من خلالها استئصالنا من جذورنا التاريخية والعقائدية، ولذا عليهم أن يكفوا عن محاولاتهم لتغريب أمتنا، وإلباسها ثوبهم وفرض قيمهم الإباحية، ومحاربة قيمنا من خلال العلمانيين العرب الذين باعوا أمتهم لأسيادهم مقابل الهبات من اليورو والدولارات، التى أفقدتهم انتماءهم لجذورهم الفكرية والثقافية.

* ومن أسس الحوار التى لابد أن تتوافر، أن يحارب الغرب جماعات التطرف والعنصرية، الذين أعلنوا حربا لا هوادة فيها على كل ما هو إسلامى وعربى، ووصل بهم التطرف إلى التطاول على نبينا الكريم، والاعتداء على المسلمين كما حدث فى البوسنة والهرسك وصربيا، ومحاربة حجاب المسلمات وأى رمز إسلامى، بل وقامت هذه الجماعت بالاعتداء على مقدسات المسلمين ومنها المصحف الذى مزقوه ومنهم من وضعه تحت قدمه، ثم بثوا مقاطع فيديو لهذه الجرائم على الشبكة العنكبوتية الإنترنت.. إنها جماعات متطرفة يحتاج الغرب أن يتطهر منها إذا أراد حوارا حضاريا جادا مع أمتنا.

* ومن أسس الحوار أيضا أن يتراجع الغرب عن تعضيد التواجد الصهيونى، الذى زرعوه فى قلب أمتنا، من أجل تسميم المنطقة بسموم اليهود، وأن يكونوا عادلين برد أرض فلسطين لأصحابها، أو على الأقل يتركون أصحاب الأرض يستردون حقوقهم، ولا يمنحون الصهاينة وسائل القوة ويتركونهم يواجهون مصيرهم، فالعدل يستوجب عدم مناصرة الظالم وإضعاف المظلوم.

* وأخيرا إذا أراد الغرب حوار حضارات جادا، عليه أن يرفع الظلم عن الجاليات الإسلامية لديه، ويعطيهم كل حقوق المواطنة، ويكفون عن اضطهادهم بسبب معتقداتهم الدينية، وألا يعاملوهم على أنهم مواطنون من الدرجة العاشرة.

فمن خلال هذه الأسس نستطيع أن نهيىء جوا جادا، لإجراء حوار بين الحضارتين، نصل من خلاله لسلام عادل يسود العالم، وحرية تكفل للجميع حرية الاعتقاد والتفكير، وتعاون مثمر يعود بالنفع على البشرية.


موضوعات متعلقة..

حوار الحضارات والعنصرية الغربية








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة