محمد الدسوقى رشدى

للقارئ المتعصب.. والقارئ المحترم!

الأحد، 09 يناير 2011 12:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أن تقرأ..
هذه محاولة لإرضائكم جميعاً منعاً للفتنة .. سيجد المتعصب ما يعجبه من كلام وسيجد المحترم كل ما يعجبه..

أول أمس كتبت عن المتطرفين الذين لا يحبون الحقيقة المرة، عن تلك العلاقة "الرزلة" بين المسلمين والمسيحين فى مصر التى يغلفونها بسلوفان براق ولامع لكى يقدمونها للناس على أنها مثل السمن على العسل بينما خلف السلوفان اللامع روائح وعفونة وقنابل ودم وأشياء أخرى لن تحلها سوى الصراحة وقوة المواجهة، كتبت عن الحقيقة المرة وضربت نماذج عن ما يدور داخل بعض المساجد وبعض الكنائس من خطابات دينية متطرفة ومتعصبة بعضها سمعته بنفسى وكنت حاضرا وبعضها شاهدته مسجلا ومصورا وبعضها سمعته من أصدقاء محل ثقة، وجميعها أعلم جيدا أنكم تعلمون بوجوده وإن كان بعضكم من الكارهين للحقيقة ومرارتها يسعون بكل جهد لنفيه وعدم إثباته أو يسعى أبناء كل جبهة سواء كانوا مسيحين أو مسلمين لتنظيف ساحتهم من تلك الاتهامات وإلقاء المسئولية كاملة على الطرف الآخر وكأنه مصدر كل الشرور وكل البلاوى.

كنت أنتظر منكم أنتم القراء يا من تمثلون شريحة لا بأس بها من أهل هذا الوطن ردود أفعال أكثر عقلا وأكثر رغبة فى الإصلاح ومواجهة النفس وكشف الحقيقة حتى ولو كانت مرة، كنت أنتظر منكم ذلك حتى ولو كانت ردود أفعالكم مؤقتة ومتأثرة بأحداث الإسكندرية وأشلائها ودمائها ولكن سيلا آخر من التعليقات جاء ليثبت وبشكل يقينى أن التعصب تم زرعه فى شوارع كثيرة من شوارع هذا الوطن وينمو ويكبر تحت رعاية نظام خائب وفاشل ورجال دين لا تعرف تعاليمهم من سماحة الأديان شيئا، وجدت ردود أفعال سواء ضمن تعليقات الموقع أو رسائل على الهاتف أو مكالمات غامضة تثبت وبشكل يقينى أن ما حدث فى الإسكندرية ربما يتكرر قريبا وبألف شكل سواء كان أمام جامع أو كنيسة، ردود فعل جاءت غاضبة من الطرفين يسعى كل طرف لتبرئة نفسه واتهامى بالتجنى عليه لإحداث توازن يرضى الجميع، لا أحد يريد أن يعترف بأن الأخطاء التى صنعت الفتنة مشتركة ولا أحد يريد أن يعترف بأن الفتنة لا تخلقها سوى بذور التعصب هذه التى تبدأ بغضب فى النفوس ثم تتحول كلامية ولفظية ثم تنقلب وفى لحظة غضب وشحن مجنونة إلى قنبلة تنفجر فى وجه أبريائهم فى الأصل إخوة يشاركونك فى الوطن همك وفرحك إن وجد.. هذه بعض من التعليقات التى وردت على مقال أول أمس الذى احتسبته مقالا للشجعان وفوجئت به مقالا للمتعصبين.. اقرأ التعليقات وركز وتخيل أن أبشع منها جاءنى عبر الهاتف تصطحبه شتائم واتهامات من بعض المسيحيين بأنى سلفى حقير بجانب اتهامات أخرى من بعض المسلمين تؤكد أننى عميل الكنيسة ولا أستحق اسم محمد .. اقرأ ما بين سطور التعليقات الواردة ثم تعالى أخبرك ما الذى يريح هذه الفئة من كلام

إيمان:
أنا مسلمة وعايشة فى البلد وبتعامل فيها كل يوم مع مسيحيين كتير فى البنوك والمدارس والشريكات والمحلات عادى جدا لا بكرههم ولا بحبهم مع العلم إنى بصلى وبحضر دروس فى الجوامع ومحدش حاطط المسيحيين فى دماغه ولا هما الناس المؤثرين فى حياتنا علشان نفكر إزاى نخلص منهم . المسيحيين فى مصر كم غير مؤثر إطلاقا فى الشعب المسلم مش عارفه إيه الهيصه دى كلها يا شجاع أفندى.

رامى:
المسيحيون تعلم جيداً أنهم يتم انتقادهم هم وعقائدهم ليس فى حديث رجل الشارع ولكن فى صميم كتب التاريخ الإسلامى وكتب الحديث والسيرة بل وفى القرآن نفسه يتطرق إلى عقائدهم..فلماذا تحرم على غيرك انتقادك وانتقاد معتقدك إن كان فى سياق علمى يناقش نصا مكتوبا فعلاً؟؟
ده أولاً

وثانياً : كيف تقارن بين انتقاد على الفضائيات من جانب المسيحيين للإسلام وهو مجرد نقد بالكلام ولا يدعو لأى عنف ضد المسلمين ولا يترتب عليه أى عقوبة مسيحية اتجاه المسلمين وبين إرهاب ودعوة للقتل وتكفير ينتج عنه تحليل دماء وتصوير المسيحيين على أنهم يحاربون الله ورسوله تمهيداً (أو تصريحاً) لسفك دمائهم..

كيف تقارن
أعلم موقفك وأعلم أنك حين تذكر شيئا على المسلمين يجب أن تبحث عن شئ تذكره ضد المسيحيين، ولكن دعنى أقول إن الشئ الذى ذكرته على المسيحيين وهو أنهم يتحدثون عن أمور فى الإسلام على الفضائيات مما يثير العنف عند المسلمين ضدهم
هو شئ يعيب المسلمين أيضاً وليس المسيحيين هم الذين لا يقبلون النقد..

مازن:
لكن التفجيرات الانتحارية لقتل أطفال المدارس (كما حدث فى روسيا ) أو لقتل مصلين فى كنائس (كما يحدث فى مصر والعراق) أو لقتل ناس أبرياء فى مواصلات عامة أو فى بيوتهم فهذة الأعمال الإجرامية يرتكبها (كما تعلم وتحاول أن تنفى أنك رقم واحد فى القائمة التى ذكرتها) فقط المتطرفين من أتباع الدين الإسلامى. فلم أسمع أن يهودياً أو بوذياً أو مسيحياً أو ملحداً أو عابداً للأوثان يقتل الأبرياء لمجرد اختلاف المعتقد ويفعل ذلك من باب حب الله ورسوله لا بدافع الكراهية أو الانتقام مثلاً فيكون إجرامه مسببا لكنه بدافع حب الموت فى سبيل إيه ما تفهمش!

هل قرأت التعليقات يا سيدى .. إن كنت قد قرأت بدون أن تتفحص ما بين سطورها من تعصب فعد وكرر المحاولة مرة أخرى، أما عما يحب هؤلاء سماعه دائما فدعنى أستعير تلك الفقرة من مقال سابق وأتركك معها لتفهم كيف يفكر السائرون فى شوارع مصر الآن..

بعضكم – مسلم ومسيحى- لا يحب أى كلام يتهم الكنيسة أو شيوخ الإسلام بالخطأ، يسمع الكلام وربما بأذنه ومع ذلك يستنكر ويندهش كأنه يسمعه لأول مرة ويتهم ناقله بمحاولة التوازن أو ترويج الشائعات من أجل إرضاء الطرفين، ولهؤلاء خصيصا أقول مصر بلد الأمن والأمان والتسامح يباع فى الأسواق بالكيلو وبسعر أرخص من الطماطم فى عز موسمها، والخطاب الدينى فى مصر قمة فى الاعتدال والشيوخ فى المساجد لا يكفون عن إلقاء خطب المديح والإعجاب فى المسيحين والدين المسيحى، والقساوسة فى الكنائس لا يتوقفون عن الإشادة بالإسلام ونبى الإسلام والحياة فى ظل أغلبية مسلمة لطيفة، وكل التفجيرات والاعتداءات التى تمت على الكنائس ارتكبها مختلون عقليا ومجانين اعتبروا أن القنابل صواريخ العيد وفجروها للفرحة والانبساط، "والمسيحيون طايرين من الفرحة وواخدين حقهم تالت ومتلت، والمسلمون يتم اضطهادهم من جانب الدولة لصالح المسيحيين"، الذين سيطروا على السوق والاقتصاد وأصبحوا مليونيرات، وإفطار الوحدة الوطنية أكله كله بركة وأعظم دليل على وحدة هذا الوطن، أما بالنسبة لشكاوى التمييز وعدم القدرة على بناء الكنائس فهى شكاوى ذات عناوين غلط والبوسطجى كان أعمى ووضعها فى صندوق بريد مصر بدلا من صندوق بريد الولايات المتحدة، والمسيحيون لا يغضبون أبدا إذا أسلمت فتاة من بينهم بل على العكس تماما يقومون بتسليمها من يدها لشيخ الأزهر، ولم يحدث أبدا فى العام الماضى أن شهدت المنيا معركة دموية لأن الأهالى غضبوا من قيام شاب مسيحى باستئجار مومس من شقة دعارة كلها فتيات مسلمات، ولم يحدث أبدا أن بعض شيوخ الإسلام حرموا الاحتفال بالكريسماس وأعياد الميلاد، ولم نسمع أبدا عن قمص مجنون يتسلى بتوجيه الشتائم لنبى الإسلام والمسلمين ويتداول الشباب المسيحى فيديوهاته على الإنترنت وكأنها من غنائم معركة الانتصار.. البلد كلها لطيفة وجميلة لا ينخر فى عظمها سوس التعصب والتطرف والتخلف، ولا تهددها نار الفتنة الخامدة حتى الآن..








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة