هانى صلاح الدين

على الإخوان إنضاج التيار السلفى سياسياً

الخميس، 24 مارس 2011 11:50 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من أهم ثمار ثورة 25 يناير، أنها أتاحت لكل المصريين أجواء الديمقراطية، وشجعت الكتلة المصرية الصامتة على المشاركة الإيجابية فى الحياة السياسية، ودفعت بمن كانوا يرفضون العمل السياسى والخوض فيه إلى الإعلان عن دخول حلبة العمل السياسى، وكان على رأس هذه التيارات السلفيون والكنيسة المصرية..

وأنا أؤيد بكل شدة مشاركة جميع طوائف المجتمع فى المعترك السياسى، فالجميع مصريون ولهم حق المشاركة فى اتخاذ القرار، وليس من حق أحد أن يقصى فصيلا أو تيارا عن العمل السياسى.

وكانت انتخابات الاستفتاء هى المحك الأول لهذه التجربة، التى كان من أهم إيجابياتها المشاركة الشعبية الواسعة، وظهور الشعب المصرى بهذه الصورة الديمقراطية المشرفة، وبالطبع لابد أن نعترف أن التجربة خلفت وراءها مجموعة من السلبيات التى رفضها الجميع، فكلنا نعلم أن الانحياز لموقف سياسى معين لا يعنى أن من يخالفنى فى الرأى عدو لدينى.

إن ما قامت به الكنيسة المصرية من حشد رعاياها لصندوق الانتخابات، تحت دعوى التصدى لقيام دولة إسلامية، محاولين إقناع أتباعها أن التصويت بنعم سيؤدى لقيام دولة دينية إسلامية، لأن الإخوان سيثبتون أقدامهم فى الساحة السياسية بعد نجاحهم فى تجربة الاستفتاء، ولعل مقاطع الفيديوهات التى بثت على اليوتيوب لبعض قيادات الكنيسة أثناء مطالبتهم لإخواننا الأقباط بالخروج أفرادا وجماعات، وحث الجميع على التصويت ب"لا " من أجل أرضاء يسوع ـ يؤكد على أن هذه الانتخابات زج بها فى منافسة دينية لا سياسية.

وعلى الجانب الآخر، وجدنا أن بعض التيارات السلفية التى تخوض العمل السياسى لأول مرة، عندما رأت الحشد المسيحى أمام اللجان والنقد اللاذع للتيارات الإسلامية قبل الاستفتاء، اعتبرت المعركة دينية أيضا، ولذلك وجدنا من يصف الاستفتاء بغزوة الصندوق، ومنهم من رفع شعار" نعم مع الله"، بل ووصل الأمر بالبعض لأن يؤكد للناخبين أن من يريد الجنة فليصوت بنعم.

وأنا هنا أريد أن أؤكد على أن هذه الممارسات الخاطئة نتجت عن ضعف الخبرة السياسية من هذه الأجنحة الوطنية، التى تحتاج لوقت من أجل أن تنضج سياسيا، وأرى أن على الإخوان أن يقوموا بدورهم فى تطوير الأداء السياسى للتيارات الإسلامية الأخرى، فهى الجماعة الأكبر فى التيارات المعتدلة، ولديها رصيد كبير من الخبرة السياسية، ومن واجبها أن تمد هذه التيارات بهذه الخبرات، حتى لا يشوب الحياة السياسية المصرية ما يشينها، كما على متمرسى العمل السياسى من إخواننا الأقباط أن يطوروا أيضا من الأداء السياسى لعموم شركاء الوطن، فهم شريك أصيل فى دفع عجلة العملية السياسية للأمام وكفاهم انعزالا عن العمل السياسى على مدار 30 عاما.

لكن علينا جميعا أن نعلم أن الممارسات السياسية اجتهادات بشرية، وليس هناك ناطق عن الله، ولكن كلا منا يصيب ويخطئ، وما عندنا من الممكن أن يكون صوابا يحتمل الخطأ، وما عند غيرنا الذى نختلف معه ممكن أن يكون خطأ يحتمل الصواب، وعلينا جميعا بمختلف أيدلوجياتنا وأفكارنا أن نعلم أن تقدمنا نحو مجتمع ديمقراطى حر، وحياة سياسية محترمة، يستوجب أن نوحد الصف الوطنى ونتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه، فالوطن يحتاج فى المرحلة المقبلة لجهد كل المخلصين من أبنائه، وعلينا جميعا تغليب مصلحة الوطن قبل مصالحنا الشخصية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة