هانى صلاح الدين

التدين السلوكى فريضة بعد الثورة

الجمعة، 04 مارس 2011 11:49 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل الأديان السماوية حثت على العمل، بل وجعلت السلوكيات الصالحة هى مقصد العبادة، وقد علمنا الإسلام "أن الدين المعاملة"، أى أن التدين والعبادة لابد أن يكون ثمارهما واضحا على سلوكيات البشر، وأن لا يكون هناك انفصال بين ما يقوله الإنسان وما يفعله، فميدان القول يختلف كثيراً عن ميدان العمل.

وها هو رسولنا العظيم يؤكد لنا أن سلوكنا هو معيار تأثرنا بالدين، فعندما سأله رجل "يا رسول الله إن فلانة تكثر من صلاتها وصدقتها وصيامها غير أنها تؤذى جيرانها بلسانها قال: هى فى النار، قال: يا رسول الله فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصلاتها، وأنه تتصدق بالأثوار من الإقط -الإقط هو اللبن المجفف-، وهو من الشىء الزهيد- ولا تؤذى جيرانها، قال: هى فى الجنة"، وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يقول كنا لا نتجاوز الآية والآيتين حتى نعمل بها، كما أن أصحاب النبى محمد صلى الله عليه وسلم كانوا لا يميلون للتدين الكلامى، الذى لا ينبنى عليه عمل، فكانوا خير مثال للعالم على التدين السلوكى الإيمانى.

بل وجدنا دولاً كثيرة دخلت الإسلام بسبب السلوكيات المتميزة للتجار المسلمين، كما حدث مع دول شرق آسيا، فقد حرص هؤلاء على تعريف الأمم بدينهم من خلال السلوكيات التى غرزها الدين فيهم كالصدق والأمانة وعفة اللسان والجوارح، وكان يضرب بهم المثل فى القيم والأخلاق.

لكن للأسف ما يعيشه كثير من المسلمين الآن تدين حنجورى، لا يظهر أثره على سلوكهم، فنجد الكثير يحرصون على أداء العبادات فى أوقاتها، لكن إذا تعرض لموقف مثير للغضب نجده ينسى معانى الصبر وكظم الغيظ الذى قرأه فى آيات القرآن، وإذا ذهب البعض لعملهم فى الصيام وجدنا منهم من يكون مثالاً للكسل، ونسى أن النبى طالبنا بأن من يعمل عملا فليحسنه ويجوده، حتى ينال رضا الله عز وجل، بل ومنهم من كان يتلقى رشوة من أجل قضاء مصالح المواطنين، رغم أنه صائم ويحافظ على الفرائض، ونسى أن الراشى والمرتشى فى النار.

لقد أصبحنا فى أشد الحاجة إلى التدين السلوكى العملى بعد ثورة 25 يناير، وفى أمس الحاجة إلى ثورة سلوكيات وأخلاقيات، فمن غيرها لن ننهض مرة أخرى، ولن تعود أمجاد هذه الأمة، وما تقدم غيرنا علينا إلا بتعميق قيم العمل والحفاظ على الملكية الجماعية.

من الجميل أن نرى أن مظاهر التدين تظهر بوضوح على الشارع المصرى، متمثلة فى إقامة الصلاة وأداء السنن والفرائض، والالتزام بالحجاب، لكن الأوجب والأجمل والأكمل أن تكون السلوكيات والمعاملات منضبطة كل الانضباط بقيم هذا الدين العظيم، حتى نعطى للأمم الأخرى القدوة والمثل كما كان سلفنا الصالح، فالعالم المتخبط بين قيم الإباحية والمادية فى أمس الحاجة لأمة تقوده بوسطية واعتدال، ويكون العمل والتدين السلوكى هو الأساس عندهم.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة