أكرم القصاص - علا الشافعي

فتنة كاملة الأوصاف.. مليارات دعم التطرف وخطط إستراتيجية مجهزة واحتقان طائفى تلقائى

الخميس، 12 مايو 2011 11:31 م
فتنة كاملة الأوصاف.. مليارات دعم التطرف وخطط إستراتيجية مجهزة واحتقان طائفى تلقائى تصوير - سامى وهيب
وائل السمرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سيداتى آنساتى سادتى من المصريين والدول المجاورة، حضرات السادة الثوار، حشرات السادة المتطرفين، ندعوكم لمشاهدة حصرية لأسخن فتن العام، البث حى، وعلى الهواء مباشرة، والضحايا بالكوم، والقتلى بالتساوى، خمسة هنا وخمسة هنا، حتى القتيل الحادى عشر أبى أن يكشف عن هويته فى الساعات الأولى لاشتعال الفتنة، ليظل محايدا، كل الأطراف «جانية»، ومصر هى الوحيدة «المجنى عليها».

تلقى بالسؤال فتجد عشر إجابات كلها مخالفة لكلها، وكلها مناقضة لكلها، من تسبب فى اشتعال فتنة إمبابة؟ وأين ذهب الشاب الذى ادعى أن فتاته محبوسة فى الكنيسة؟ وكيف اشتعل الموقف فى الوقت الذى كان من المفترض أن يهدأ فيه؟ ومن أشعل الفتنة أولا؟ ومن ساهم فى تنميتها؟ ومن استغل حدوثها؟ ومن خطط لها؟ ومن تهاون فى وأدها؟ وهل من المعقول أن تنفجر كل هذه الأحداث بهذه السرعة الكبيرة فى حادث عفوى؟ أم أن هناك من عقد العزم على إشعال النيران بعد أن قاربت على الانطفاء؟

هى فتنة كاملة الأوصاف، لها ما يدعمها على أرض الواقع، وبداخلها إرث عشرات السنين من الجهل والوسخ والتعصب والفقر، ولها أيضا مجموعة من أصحاب المصالح خارجيا وداخليا فى زرع النار فى أحشاء مصر ما بعد الثورة، يرعون الفتن ويحافظون عليها، لأنهم على يقين من أن البيئة النظيفة ستطردهم وتلفظهم من داخلها وتسحقهم بنظافتها، لذلك يسعون بكل ما أوتوا من قوة ومال وأتباع لزرع الفتن والتقيحات داخل المجتمع، لأنهم فى المستنقعات يعيشون، وإذا خرجوا منها يموتون.

هم يعرقلون مد الثورة، ويريدون لها أن تخبو، ولنورها أن ينطفئ، لكن من المقصود بكلمة «هم»؟ إنهم أصحاب المصلحة فى ألا تكتمل ثورة مصر لكى لا تمتد إليهم وتنال منهم، السعودية التى أكد الكاتب الكبير عادل حمودة أنها تنفق أكثر من خمسة مليارات دولار على انتشار الدعوة السلفية المتطرفة، هى أحد أكبر المستفيدين من إشعال الفتنة داخل مصر، فهى من ناحية تريد أن يندم المجتمع المصرى على الإطاحة بحليفها «مبارك» الذى فتح لها الباب لتنشر مذهبها الوهابى، وتحارب الأزهر الشريف فى بلد الأزهر الشريف، وهى أيضا من أكبر المستفيدين من عرقلة الثورة المصرية لكى لا تمتد إليها، لأنها تعرف ومن ورائها أمريكا أنه إن استقرت مصر، فستنتقل ثورتها تلقائيا إلى كل الدول العربية، ولذلك هى لا تريد لها أن تكتمل، وهى أكبر المستفيدين من أن تشتعل.

أمريكا أيضا وإسرائيل لهما مصلحة فى أن تتوه مصر فى النزاعات الطائفية، وهذا يفسر صمت أمريكا المريب عن المصالحة التاريخية بين فتح وحماس، وفتح المعابر لإخواننا الفلسطينيين، والتقارب مع إيران، كما يفسر أيضا عدم إفصاح قادة الجيش الإسرائيلى عن طبيعة رد فعلهم على المصالحة، بعد أن اكتفوا بإثارة الشكوك حولها، وتأكيدهم أن إسرائيل لها طرقها فى الرد على تصرفات مصر، وكل هذا يصب فى نهر مصلحة إسرائيل أكثر من أى كيان آخر.

تبدل المشهد، ولا أعرف كيف تحول من كانوا يحرمون المظاهرات والهتافات إلى قادة للمسيرات والاحتجاجات، ثم أليس غريبا أن الجماعات السلفية هى التى تحرض على العنف الآن، وهى التى لم تنبس ببنت شفة، حينما قتل أحد أفرادها وهو سيد بلال شهيد الإسكندرية الذى اعتقله رجال أمن الدولة فى أعقاب حادثة كنيسة القديسين؟ وأليس غريبا أن الذين كانوا يأتمرون بأمر أمن الدولة، ويحرمون الإضرابات والمظاهرات والمسيرات هم الآن من يتزعمونها ويهددون بها، ثم أليس غريبا أن يقوم هؤلاء بكل هذه الكوارث فى الوقت الذى يحكم فيه على حبيب العادلى بالسجن 12 عاما بتهمة التربح واستغلال النفوذ؟ آن للثورة أن تكشر عن أنيابها، وآن لمن أقسم بروح الشهداء أن يوفى بقسمه فداء لهذا البلد، وآن لأصحاب الثورة الحقيقيين أن يسعوا لتحقيق مطالب الثورة الأصيلة، فالثورة قامت من أجل إسقاط النظام لا من أجل كاميليا شحاتة، والثورة قامت من أجل العيش والحرية والكرامة الإنسانية، ولم تقم من أجل هدم الاقتصاد ووصاية رجال الدين وتسلط أصحاب المطالب الفئوية، والثورة قامت لكى تتطهر مصر من سارقيها لا من أجل أن يستولى عليها سارقون جدد.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة