أكرم القصاص - علا الشافعي

سوزان امرأة من جهنم دمرت رئيساً وأضاعت حلم نجلها ومازالت تصرخ: «أنا الهانم»

الجمعة، 20 مايو 2011 12:56 ص
سوزان امرأة من جهنم دمرت رئيساً وأضاعت حلم نجلها ومازالت تصرخ: «أنا الهانم» هايدى وخديجة
إبراهيم قاسم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ رجال أعمال عرب حاولوا التدخل لإنقاذ سوزان مبارك من السجن
دعوها تسكب العبرات حارة على وجنتيها بين يدى المحققين، هذه امرأة سلمت نفسها للكبر والغرور، تركت لطموحها المتطرف الحبل على الغارب لم تجد حرجا فى أن تطيح بالقانون والعرف.

لم يكن ما بين المال العام والخاص خيطا رفيعا حتى نفقد أثره، كان حبلا غليظا مشدودا على جسر القانون والضمير والتاريخ، لكن طموح المرأة لا يحده شىء، فضلا عن أن طالب المال لا يشبع أبدا، قالت المرأة وحقوقها فاستبشرنا خيرا، وقالت الطفل ورعايته فهللوا لها، وقالت يجب أن تكون القراءة للجميع فصاغت شعارات رنانة للمرأة والطفل والكتاب، ثم سكتت وتفرغت لتكديس أرصدتها بالمال والذهب، فضحتنا فى الدنيا كلها بقوانين سحقت مشاعر الأبوة فى نفوس الرجال، والمرأة جعلتها جرسة، بينما هى فى الأصل تمارس لعبة تجارية بحتة فتحصل على المعونات لنفسها وتستولى على الأرصدة وتنصب على المنظمات العالمية وتستغل رجال الأعمال.

ثم تمادت فدفعت بزوجها إلى المهالك، سيطرت على الرجل ثم ذهبت تعد الطريق لابنها لتوريثه الحكم ثم انتهت بجلبها العار ليمكث نجلاها فى السجن، وزوجها يصارع الموت داخل غرفة بمستشفى بشرم الشيخ الدولى، وأخيرا هى تصرخ أنا الهانم ولا مجيب.

البداية فى تمام الساعة الواحدة والنصف بعد صلاة الجمعة الماضية توجه المستشار خالد سليم عضو لجنة الفحص بجهاز الكسب غير المشروع إلى سوزان ثابت التى ترافق زوجها الرئيس السابق المريض المحبوس للتحقيق معها حول ثروات بملايين الجنيهات حصلت عليها بدون حق.

وعلى مدار الثلاث ساعات استمع المحقق إلى أقوال سوزان ثابت قرينة مبارك فى الحبس والمرض، وتمت مواجهتها بأقوال اللواء محسن راضى، مدير إدارة مكافحة الكسب غير المشروع، والمقدمين حازم محمود وحمدى هاشم حول التقرير الذى أعدوه حول ثروتها، التى تبين منه امتلاكها أرصدة وفيلات وأموالا طائلة دون وجه حق، من خلال استغلال النفوذ السياسى والحصول على عمولات فى صفقات مختلفة، والذى جاء به امتلاكها بشكل مبدئى مبلغ 20 مليون دولار موضوعة فى حساباتها السرية بالداخل والخارج وهى عبارة عن 2 مليون دولار و800 ألف يورو، فضلا عن فيلا بمصر الجديدة تقدر بنحو 6 ملايين جنيه، وأن هذه المبالغ وهذه الثروة لا تتناسب نهائيا مع منصبها كرئيسة لعدة جمعيات خيرية، منها الجمعية المتكاملة للقراءة للجميع وهو ما يعد كسبا غير مشروع.

وردا على ذلك نفت سوزان الاتهامات والتحريات المنسوبة إليها فى الوقت الذى كشفت فيه عن امتلاكها حسابات أخرى غير التى جاءت بالتحريات، وطلبت إعادة تلك الأموال التى تم التوصل إليها أو التى لم ترد فى التحريات، وهو ما يعد تناقضا فى أقوالها، فهى تنكر أنها تملك الأموال وتنفى التحريات، وفى نفس الوقت تطلب إعادة ما تملكه وما جاء بالتحريات إلى خزينة الدولة للتصالح والإفراج عنها.

وأثناء التحقيق معها توقف المحقق على مدار ثلاث مرات نتيجة بكائها العالى الذى خرج من الغرفة إلى أذن الأطباء والممرضات الذين تصادف وجودهم فى الطرقة، وانتهى قرار المحقق إلى حبسها 15 يوما على ذمة التحقيقات.

سوزان ثابت أصيبت بعد سماعها قرار الحبس بأزمة قلبية حادة لترقد بجوار زوجها الرئيس السابق داخل غرفة العناية المركزة، وبعد فحصها، والكشف عليها تبين أنها تحتاج إلى عملية قسطرة بالقلب ووضعها تحت الملاحظة.. الغريب طوال مدة تواجدها بالمستشفى على فراش المرض كانت قوية، تقابلت مع أحفادها وزوجتى نجليها ببسمة صغيرة وتقبيل الطفلة فريدة ابنة جمال الذى أحبته لدرجة أنها ضيعته.

لم ينته التحقيق مع سوزان عند هذا الحد، حيث كشف مصدر مطلع على التحقيقات التى تجريها لجنة الفحص بجهاز الكسب غير المشروع مع سوزان مبارك، أن اللجنة ستقوم بمواجهتها خلال فترة الحبس الاحتياطى بتحريات جديدة تكميلية تم التوصل إليها مؤخرا، والتى تتضمن امتلاك سوزان ثروات عقارية ضخمة فى الخارج متمثلة فى عدة عواصم أوروبية مثل لندن وفرانكفورت ومدريد وباريس وفى إمارة دبى، وهى عبارة عن فيلات وشاليهات وقصور وشقق فاخرة تقدر نسبيا بنحو 3 مليارات جنيه فضلا عن أرصدة بنكية سرية، والتى جاءت عن طريق الكسب غير المشروع من خلال التربح واستغلال النفوذ.
وأشار المصدر إلى أن سوزان استغلت سلطتها كرئيسة لعدة جمعيات خيرية وحصلت على أموال التبرعات والمساعدات القادمة من جهات أجنبية وعربية ومصرية واحتفظت بها لنفسها بحجة الصالح العام، وأنه من المرجح مواجهتها بها بعد تحسن حالتها الصحية وخروجها من مستشفى شرم الشيخ الدولى.

وحول ما أثير من قيام سوزان بإبداء طلب إلى جهاز الكسب غير المشروع برد الأموال التى فى حساباتها، التى جاءت بها تحريات الرقابة الإدارية، قال الدكتور خالد أبوبكر المحامى الدولى إن العرف فى القانون المصرى أقر مؤخرا، خاصة فى فترة نواب القروض، أن يتم التصالح بين المتهمين فى الجرائم المالية مع جهات التحقيق وإعادة الأموال والعقارات التى جاءت بطريقة الكسب غير المشروع، إلا أن هناك نقطة أخرى لم يثرها أحد هى أن مبارك لم يقم بكتابة ما تملكه زوجته فى إقرار الذمة المقدم منه، وهو يعد مخالفة تمت بشقين الأول يتمثل فى أن مبارك لم يصرح بذمة زوجته المالية وهو ما يعد جريمة نصب وأوجب عليها القانون المعاقبة الجنائية، وهو ما لا يمكن التصالح فيه، أما عن الشق الثانى فسوزان نفسها لم تصرح بالذمة المالية قبل التحقيق معها وهو ما يعد مخالفة.

ومن أسرار اللحظات الأخيرة لسوزان ثابت فى شرم الشيخ ما كشفته مصادر مطلعة عن وجود مساعٍ من بعض الدول العربية ورجال أعمال عرب حاولوا التدخل لإنقاذ سوزان مبارك من السجن، وأشارت المصادر إلى أن هذه المساعى جزء من محاولات سابقة لوقف محاكمة الرئيس السابق وزوجته. لكن هذه المساعى لم تلق قبولا فى مصر.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة