ناجح إبراهيم

الإسلام والحركة الإسلامية.. هل هما سواء؟

الثلاثاء، 07 يونيو 2011 11:55 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يخلط كثير من الإسلاميين بين «الإسلام» و«الحركة الإسلامية».. ويعتبر أكثر الإسلاميين أنهما سواء ولا فرق بينهما.. وأن الحركة الإسلامية هى الإسلام.

بل يظن البعض أن حركته هى الممثل للإسلام.. ويشتط آخرون حينما يظنون أن حركتهم هى الممثل الحصرى والوحيد عن الإسلام.. أو المتحدث الحصرى عن السلف الصالح.
وهذا الخلط نفسه يقع فيه العلمانيون والليبراليون واليساريون والاشتراكيون.. حينما يظنون أن كل خطأ تقع فيه الحركة الإسلامية يعد دليلا على خطأ الإسلام نفسه.. وافتقار الإسلام كدين للقدرة على إصلاح الحياة.

ويشتط بعضهم حينما يهاجم الإسلام نفسه انطلاقًا من أخطاء وقعت فيها الحركة الإسلامية.. وهذا والله هو المحظور الأعظم والمصيبة الكبرى فى الأمر كله.
ولذا وجب على الفريقين إدراك الفرق بين الحركة الإسلامية والإسلام نفسه كدين.. فالإسلام هو دين الله المنزل من عند الله فى كتابه الكريم وسنة رسوله العظيم «صلى الله عليه وسلم».
والإسلام معصوم لا يأتيه الباطل من يديه ولا من خلفه.

أما الحركة الإسلامية فهى فهم وعمل البشر استناداً إلى الإسلام.. وهذا الفهم غير معصوم.. وكذلك السعى والعمل غير معصوم.. ففيه الخطأ والصواب.. وفيه ما وافق الحق وما جانبه.. وفيه ما أدرك صميم الشريعة الغراء وفيه ما حاد عنها.. فكل أحد يؤخذ منه ويرد إلا المعصوم «صلى الله عليه وسلم».. وهذه العصمة لأنه يوحى إليه والوحى انقطع بوفاة النبى «صلى الله عليه وسلم».
وخطأ الحركة الإسلامية ينقسم إلى نوعين:
١- خطأ الاجتهاد
وهو الذى يريد الحق والصواب.. ولكنه يخطئه بسبب أو آخر يطول شرحه الآن.. وهذا هو الغالب على أخطاء الحركة الإسلامية.. إذ إن معظمها يريد الحق.. ولكنه قد يخطئه لقلة العلم أو غلبة الحماس.. أو الخطأ فى قراءة الواقع.. أو فى قراءة وفهم النص الشرعى.
٢- خطأ الهوى والعناد
وهو الذى يعلم الحق والصواب ثم يحيد عنه عامدا.. إما لشهوة أو هوى أو عنادًا أو جحوداً.
وهذا موجود فى الحركة الإسلامية.. ولكنه قليل فى الحركة الإسلامية وليس شائعا فيها.. فحب الدنيا والرياسة والهوى مركوز فى النفوس.. وهو آخر ما يخرج من نفوس الصديقين.
إذاً الإسلام معصوم والحركة الإسلامية غير معصومة.. فبعض النزاعات بين أفرادها وقادتها لا يكون مرده إلى طلب الحق والسعى إليه.. ولكن طلب الرياسة والسعى إليها أو الثأر للنفس.
ورغم ذلك فالحركة الإسلامية لها شرفها وفخرها الذى يحق لها أن تعتز به وهو انتسابها للإسلام.. واتخاذ هذا الدين العظيم كمرجعية لها.. وحمايتها له والدفاع عنه.. والذود عن قضاياه.. والحفاظ على هوية الأمة من الذوبان.

ولكن خطورة خلط بعض الإسلاميين بين الإسلام والحركة الإسلامية يكمن فى ظن بعضهم بالعصمة من الأخطاء.. حتى وإن لم يعترفوا بذلك.. مما يؤدى إلى عدم مراجعة الأخطاء، فضلا ً عن الاعتراف بها.. والطعن فى إسلام كل من ينتقدهم أو يبين أخطاءهم.. والتعالى على الآخرين بدلا من التواضع لهم.. وهذه آفات موجودة بدرجة أو أخرى فى الحركات الإسلامية.

يضاف إلى ذلك الظن بأن المسلم الذى لا ينضوى تحت لواء الحركة الإسلامية هو صاحب إسلام ناقص.. وأنهم أقرب إلى الله من عوام المسلمين الآخرين.. واحتقار بذل وعطاء هؤلاء العوام فى ميادين العمل المختلفة.

وقد يؤدى الخلط بين الإسلام والحركة الإسلامية إلى اعتقاد بعض الإسلاميين أن كل ابتلاء يقع عليهم يكون رفعاً لدرجاتهم فقط.. والحقيقة أن بعض هذه الابتلاءات تكون رفعاً لدرجاتهم وبعضها لتكفير السيئات أو إصلاحاً للمسيرة التى قد لا يصلحها إلا الابتلاء والتمحيص.
إن على الحركة الإسلامية، وكذلك على الليبراليين والعلمانيين، أن يدركوا جيداً أن الحركة الإسلامية ليست هى الإسلام.. وأنها ليست الممثل الحصرى عنه.. ولكنها جزء من منظومة العمل الواقعية بمبادئ الإسلام.. أصابت فى اجتهادها وعملها.. أم أخطأت.
إن التفريق بين الإسلام والحركة الإسلامية سيفيد الإسلام والإسلاميين والليبراليين والعلمانيين والوطن أيضاً.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة