هانى صلاح الدين

«البراءة» والقصاص الشعبى

الأحد، 01 يناير 2012 08:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
القضاء االمصرى كان دوما القلعة التى يحتمى بها كل المصريين، خاصة فى ظل استبداد أهل السلطة، ومحاولاتهم للالتفاف على الأحكام القضائية، وبالطبع كلنا نحترم أحكام القضاء، ولا نتناولها نحن الصحفيين بالأخص بالنقد، حتى ولو كانت صادمة للرأى العام، ولكن ما نلتمس به العذر لبعض الأحكام التى ضلت عن حقيقة الأمر، أن هناك بعض شياطين القانون، يستغلون الثغرات القانونية، ويسوون أوراقهم لتقلب الحقائق وتهدر الحقوق، وبالطبع الهيئات القضائية تحكم فى نهاية الأمر، للأسف، بما أمامها من أواق.

وإن كنا نحترم الأحكام القضائية، إلا أننا نلمح حالة من الغضب، تسود الشارع المصرى بسبب أحكام البراءة التى صدرت مؤخرا، لتطلق سراح المتهمين بقتل المتظاهرين فى منطقة السيدة زينب، واعتبرها البعض مؤشرات لإفلات الطاغية مبارك والعادلى، وقيادات وزارة الداخلية الذين لم ولن يهدأ المصريون إلا بتعليقهم فى أعواد المشانق، جزاء وفاق على سفكهم دماء أكثر من ألف بطل من أبطال ثورة 25 يناير.

فالأمر واضح وضوح الشمس للشعب كله، شباب قاموا بثورة، واجهتها السلطة الحاكمة بالقوة الغاشمة مستخدمة الرصاص الحى تارة، والدهس بالسيارات تارة، وإلقاء القنابل المسيلة للدموع تارة أخرى، ثم أخيرا استخدام البلطجية فى موقعة الجمل، وكل ذلك موثق بالصوت والصورة عبر مقاطع الفيديوهات، التى ملأت سمع وبصر العالم كله وكان بطل هذه الجريمة رجال الشرطة، الذين بالطبع لن يتحركوا إلا بأوامر قاداتهم، الذين تلقوا أوامر سياسية من الطاغية وأولاده الذين أداروا البلاد بمباركة المجرم وزوجته.

الخطير فى الأمر هو تبنى البعض فكرة القصاص الشعبى، فى حالة تبرئة مبارك ورجاله، ووصل الأمر إلى تعالى الأصوات بالمطالبة بمليونية أمام طرة للقصاص من المجرمين، وإذا كنا نطالب أصحاب هذه الدعوات بمزيد من الحكمة، خاصة أسر الشهداء، لكننا نرفض بوضوح إفلات هؤلاء المجرمين من العقاب، حتى لو نجح محاموهم فى استغلال ثغرات القوانين وتسوية الأوراق أمام القضاء، فلن يهدأ لنا بال إلا بقصاص عادل من هؤلاء القتلة، الذين نعلم أنهم يعيشون فى زنازين 5 نجوم بطرة، كما يتحركون كيفما شاءوا فى أى وقت، ولعلنا رأينا جميعا المعاملة الخاصة التى يتعامل بها العادلى أمام الشاشات، فالرجل خرج أمام الكاميرات مرتديا نظارة شمس فاخرة، وبدلة وجاكت أزرق وكاب، يتمنى الكثير من الفقراء أن يدخلوا السجن، لكى يرتدوا ما يرتديه المجرم سفاك دماء الشهداء، الذى لم نره قط فى يده كلبشات، بالرغم من أنه محكوم عليه بالسجن، وما خفى كان أعظم، ونتمنى أن تثلج صدورنا فى القريب العاجل، بأحكام حاسمة فى حق هؤلاء المجرمين، تشفى صدورنا ونخرج بها من مأزق القصاص الشعبى منهم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

فاروق صديق

حكم البراءه فى هذه القضيه لا يحتاج لأوراق و مستندات .. فقط العقل يحتمه .

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري قرفان

لك الله يا مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود

اخوانجي

ما انتا اخوانجي .. لازم تقول كده

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد صدقي

كفاية بقى تعبنا

عدد الردود 0

بواسطة:

hosam

حرام

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

بركات الثورة عليك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة