خالد فاروق

الشارع المصرى والأمراض المزمنة

الخميس، 12 يناير 2012 10:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رحلة العذاب فى الشارع المصرى خاصة داخل القاهرة الكبرى أصبحت مرضاً مزمناً، فما يبذله الناس من جهد وما نتعرض له من كل مظاهر التلوث البيئى والسمعى والبصرى أصبح فوق احتمال البشر.

الشارع المصرى يعانى من الفوضى وهى معاناة ساهم فيها الكثير من العناصر منها عدم وجود جراجات أسفل المبانى الإدارية والسكنية، فلم يجد راكبى المركبات الخاصة والعامة سوى الشوارع الرئيسية لوقوف سياراتهم فتحولت القاهرة إلى جراج كبير.

بعد ثورة 25 يناير أصبحنا نشاهد السيارات صف أول وثانى وثالث فى بعض الأماكن فأصبح السير فى الشارع سواء بسيارة أو سيراً على الأقدام مأساة لا يمكن تحملها.

ويساهم فى وجود تلك الأزمة سائقى الميكروباص، لا ننكر أنها وسيلة مواصلات أوجدت حلاً لقلة وسائل المواصلات العامة، حيث يقفون فى أماكن غير معدة لهذا الغرض، مما يأخذ من مساحة الشوارع الرئيسية ويسبب أزمة السير ويعطل حركة المرور.

أضف إلى الميكروباص أزمة الكائن الصغير وما يطلق عليه "التوك توك" الذى هل علينا من دول قارة آسيا وربما يناسبهم كوسيلة مواصلات صغيرة الحجم، ولكنها بالطبع لا تناسبنا لأنها تضيف إلى حالة الفوضى التى يعانى منها الشارع المصرى وسيلة مواصلات تخترق فى سيرها كل القواعد المرورية.

ظهرت فى فترة الثمانينات من هذا القرن فكرة استخدام المينى باص والذى قلت أعداده بعض ظهور الميكروباص، فلماذا لا تتوسع الحكومة والقطاع الخاص فى استخدام تلك الوسيلة التى يمكن أن تحل الكثير من مشكلات المواصلات العامة التى تعانى من قلة أعدادها وسوء حالتها، رغم أنها الوسيلة التى يستخدمها السواد الأعظم من الشعب المصرى.

وتؤدى أزمة المرور فى مصر إلى العديد من المشكلات الصحية منها ارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة المصابين بأمراض القلب والأمراض الناتجة عن التلوث البيئى، وما تسببه مركبات السير الغير صالحة للاستخدام والتى يرخص لها بالسير رغم عدم صلاحيتها.

على الحكومة الجديدة أن تفكر فى نقل المصالح الحكومية والوزارات خارج القاهرة بشكل تدريجى وتوزع تلك المؤسسات فى أطراف المدن الجديدة ومد خطوط مواصلات إليها، وعلى رأسها مترو الأنفاق كوسيلة مواصلات رئيسية فى الانتقال منها وإليها.

الحلول لأزمة الشارع المصرى كثيرة ومتاحة وتحتاج إلى جهد المخططين الأكفاء والقادرين على رسم خريطة جديدة للطرق فى مصر، حتى تساهم فى حل مشكلات المرور المزمنة، بالتعاون مع المواطنين بالاستجابة إلى كافة القواعد المرورية والسير فى طرق المشاة، لكى نصل إلى حلول جذرية تجعلنا نذهب إلى أعمالنا دون عناء وبسهولة ويسر وفى بيئة نظيفة خالية من التلوث القاتل.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

المصرواي بالله

حقيقة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة