على درويش

قيم نورانية

الخميس، 26 يناير 2012 03:52 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أوجد الله سبحانه وتعالى الضمير، ومحله القلب العاقل فى صدور أهل المراقبة «ذى الألباب» الذين أدركوا حقيقة الوجود، وأن كل هذا الجمال والكمال، لم يوجد نفسه بنفسه، ولكن أوجده خالق عظيم كريم رحمن رحيم. وهذه القلوب التى خلقت ووجدت على الفطرة، تتمتع بالبصيرة التى تميز بين الجميل والقبيح. بالصلاح يزيد نور القلوب، وبالمعاصى تطمث القلوب، وتقل قدرتها على الرؤية والتمييز. ولقد قال سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، عندما سئل عن الإيمان، فأشار إلى الصدر حيث القلب وقال: «الإيمان ها هنا». وأضاف فى مناسبة أخرى، إن «الإيمان ما وقر فى القلب وصدّقه العمل».
هذا القلب هو كشاف يكشف الباطل والرخيص من السلوك والأقوال، وفى نفس الوقت، هو مقياس لحرارة المعتقد أو الإيمان، وكلما زاد الإيمان أضاء القلب، وتغلغلت الأنوار فيه، ومع زيادة أنوار الإيمان فيه، يرتقى الإنسان ليصبح ذلك الإنسان الذى جعله الله سبحانه وتعالى خليفة له على الأرض ليقيم العدل، ويعمر الأرض والقلوب، ويزرع الأرض ويزرع الضمائر بالقيم والمثل النورانية العليا. ولقد حذر الله الرحمن الرحيم من الذنوب والمعاصى، بأنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور. وقد يهتم أهل الظاهر وأهل الدنيا الفانية بتحسين مظهرهم، ولكن إذا نظر العبد ذو البصيرة إليهم، اكتشف أن صدورهم مظلمة وخاوية من الخير الحقيقى، ومن النظر إلى العالم العلوى، وإلى الآخرة السرمدية، ومن الحب لعالم الأنوار. ولذلك بين لنا رسول الله عليه الصلاة والسلام، أن الله لا ينظر إلى صورنا، ولكن ينظر إلى قلوبنا. فمن أضاء بالإيمان قلبه، أضاء الله الكريم الوهاب حياته بالخير والبركة، وتغنت الملائكة باسمه، وعرفته واستعدت الجنة لاستقباله. وكلما زاد هذا الصنف من الرجال الذين لم يطمثوا قلوبهم، وصدر الخير منهم إلى مجتمعهم دون تعالٍ أو منٍ، أصبحت تلك المجتمعات أكثر سعادة وإثمارا وزاد فيها التآخى والتراحم «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
الإيمان نور وحرية، لأن الإنسان يتحرر من عبوديته لكل ماهو منحط، ويتعلق بالجمال الموجود فى العالم العلوى، ويسعى للكمال الباطنى والظاهرى، فهو ليس له رب سوى الله سبحانه وتعالى، «والله نعم الرب»، يحبنا ومطّلع على أعمالنا، وقال سبحانه «ادعونى استجب لكم»، وهو سبحانه أيضا الذى يجيب دعوة المضطر إذا دعاه. ما أعظم الله من رب و إله رحمن رحيم كريم. قال رسول الله سيد الخلق عليه الصلاة والسلام، «جددوا إيمانكم، قيل يا رسول الله، كيف نجدد إيماننا قال عليه أفضل الصلاة والسلام، أكثروا من قول لا إله إلا الله».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية

مقال رااااااااااااااااائع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة