على درويش

ظلام العقول

الثلاثاء، 03 يناير 2012 10:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل جلست فى حجرة أو فى غرفة مظلمة وفجأة انطفأالنور فى الحجرة التى تجلس فيها، ما هو شعورك وأنت تجلس فى الظلام الدامس لا ترى شيئا ولا تقوى على الحركة لأنك غير قادر على تميز سكتك وأى صوت من حولك يسبب لك هلعا وتسرى فى جسدك رجفة خاصة إذا كان الصوت غريبا.
وهل تتصور أن هناك أفرادا يعيشون فى هذا الظلام؟! وهل تصدق أن هناك من يختار طواعية هذا الظلام ويطلبه؟!
إن الظلام حجب للبصر وعذاب للعقل، فالعقل يدرك بالمحسوسات، والظلام يحجبها، وبالتالى فالعقل يصبح أعمى، وحتى الحواس الأخرى تضعف لأنها لا تأخذ التأكيد من البصر.. إن اختيار الظلام فى الدنيا يمتد إلى الآخرة حيث العقاب والظلام السرمدى، ولأن إنسان الظلام لا يرى مكانه ولا مكانة ذاته ولا مكان ولا مكانة الآخرين فإنه يتخبط.
الانغماس فى الدنيا لدرجة الهوس حتى تصبح فى الحقيقة هى المحبوب والحلم والهدف، وهذا الهوس يطفئ شموع القلب الواحدة تلو الأخرى وتصبح المعاصى متعة تولد نشوة محدودة يظن إنسان الظلام أنها دائمة ويتعلق بها رغم أن حركة الحياة تقول بصوت عال إن كل شىء إلى زوال، ولكن الظلام الذى يعيش فيه هذا الكائن يسد آذانه عن كل الإنذارات وينغمس أكثر فى الدوامة السوداء، ولكن من لم يجعل الله له نورا فهو وأمثاله فى الظلام يعمهون، فالإنسان هو اختياره، فالذى يختار الظلام يسود فعله ووجهه ولسانه وكلماته ولمساته ونصائحه، وحيث يذهب ينشر الظلام المعنوى والفعلى، إنه كالجراد يدمر كل ما هو جميل ومنير.
الرائع والمقدس هو «أن الله نور السموات والأرض»، إنه نور جلى تراه القلوب والعقول السوية التى تعيش فى الدنيا، وهى مقبلة على الآخرة بكل الحب الحقيقى حيث النور الأزلى ونعيم القرب من الله سبحانه وتعالى، إنها قلوب وأرواح تحب الخير والنور، قد أدركت أن النور المقدس هو ما ينير القلب ويهدى ويجلى البصيرة لكى ترى ما لا يراه أهل الظلام الذين اختاروا سجن الظلام فى الدنيا والآخرة.. لقد أنزل الله لنا «كتابا ونورا»، والنور والكتاب لا يفترقان، فمن قرأ القرآن يمتلئ قلبه بالنور، ويجد على النور هدى، والحقيقة الأخرى أن رسول الله عليه الصلاة والسلام نور ورحمة أرسله للبشر أجمعين، ومن سار على الهدى المحمدى فاز بنور البصيرة والعقل وابتعد عن الضلال والظلام.
يقول سيدى ابن عطاء الله السكندرى: «ربما وردت عليك الأنوار فوجدت القلب محشوا بصور الآثار فارتحلت من حيث نزلت»، ولذلك يجب أن يخلى العبد قلبه من كل شىء سوى الله لينال الرضا والنور.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الله

توضيح

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة