هانى صلاح الدين

مصر «مش عزبة» لليسار والليبراليين

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012 12:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عانت التيارات الإسلامية منذ ثورة 52 حتى الآن، من الاضطهاد والإقصاء، ولعل ماحدث فى الستينيات من مجازر ضد الإخوان، فى سجون عبدالناصر الذى اغتال وطنيين بقامة الشهيد سيد قطب، والمستشار عبدالقادر عودة، خير دليل على رفض اليساريين وعلى رأسهم الاشتراكيون، التعايش مع الإسلاميين بالرغم من أنهم كانوا رفقاء النضال ضد الاحتلال والملكية، ولكن شهوة السلطة أعمت عبدالناصر عن رفقاء الدرب وقرر التخلص منهم، ووجه لهم ضربات ظن أنها قاصمة.

لكن ذهبت الحقبة الناصرية وبقى الإخوان بفضل الله، ثم واجه الإخوان فى عهد الرئيس السادات اضطهادا آخر من التيار العلمانى الذى سيطر على مفاصل الدولة فى هذه الحقبة، وذلك بالرغم من سماح السادات للتيارات الإسلامية بالعمل العام، ثم جاء الطاغية مبارك الذى كانت حقبة حكمه عبارة عن مواجهات دامية مستمرة مع التيارات الإسلامية، خاصة فى الثمانينيات والتسعينيات، فى حين تعامل مع قوى المعارضة من اليساريين واليبراللين بكل «حنية»، فى الوقت الذى دفع الإسلاميين فيه فاتورة باهظة من خلال الاغتيالات التى مارسها نظام المجرم مبارك، وما مسعد قطب وأكرم زهيرى وكمال السنانيرى وغيرهم من أبناء الحركة الإسلامية إلا عينة لذلك، وما كانت المحاكمات العسكرية الظالمة إلا دليلا واضحا على تحمل الإسلاميين ما لايطاق، ثم فى العشرة الأواخر من حكم هذا الفاسد انقلب على الجميع.

ثم جاءت ثورة يناير العظيمة لترفع الغمة عن المصريين بمختلف توجهاتهم السياسية، وتوقع الإسلامييون أنهم على أعتاب مرحلة جديدة سيكون الكل فيه سواسية، لكن وجدنا القوى اليسارية والليبرالية، يمارسوت نفس دور الأنظمة السابقة معهم، خاصة بعد أن خاضوا تجربة المنافسة على الانتخابات البرلمانية والرئاسية والاستفتاء، وعجزوا عن إثبات وجودهم فى الشارع المصرى، فسخروا آلتهم الإعلامية ومنابرهم السياسية، من أجل تصفية الإسلاميين معنويا وسياسيا، وحولوا الأمر من منافسة سياسية، إلى صراع على السلطة استهدف إفشال التجربة الإسلامية فى الحكم، وعاشوا دور المخالف على طول الخط، وتناسوا أن الإسلاميين رفقاء الثورة، ودفعوا من دماء أبنائهم فاتورة باهظة قبل وبعد الثورة حتى تنجح ثورتنا العظيمة، لكن الشعور الذى يمتلك هذه القوى بأنهم أصحاب هذا الوطن الذى يرونه «عزبة خاصة» بهم، ونظرتهم الدونية للإسلاميين، حيث يرونهم مجرد جهلة ظلاميين، وهم أهل الحداثة والتنوير، جعلهم يقاومون بكل قسوة اختيار الشعب للإسلاميين لحكم مصر، وذلك دفعهم فى كثير من الوقت، لتشبيه شعب مصر تارة بأنه لم ينضج سياسيا، وتارة بأنه غير قادر على الاختيار الصحيح، وتارة بأنه مخدر باسم الدين!
فليعلم أبناء التيارات الليبرالية واليسارية، أن مصر ليست عزبة لأحد، وأنها للجميع، كما أنها تسع الكل لو خلصت النوايا، وأن الإسلاميين لن يستطيع أحد أن يقصيهم، كما أنهم لن يقصوا أبدا أحدا، فليعد الجميع لتحكيم الضمير الوطنى، حتى نخرج من حالة الصراع السياسى الذى أصبح يهدد الوطن بكارثة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

mawaheb

مصر ليست عزبة للإخوان

عدد الردود 0

بواسطة:

جرير عبدالله فيصل مصري\عمان-الاردن

مصر للجميع

عدد الردود 0

بواسطة:

م/أحمد سعيد

اهجهم..وروح القدس معك

عدد الردود 0

بواسطة:

Abdelfattah

بارك الله فيك

عدد الردود 0

بواسطة:

Romany Azazy

مش فاهمك

عدد الردود 0

بواسطة:

سامح سمير

ياليتهم يعقلون

عدد الردود 0

بواسطة:

الصعيدى

الله متم نوره ولوكره الكافرون

عدد الردود 0

بواسطة:

المهاجر معتز عبد القادر

أن الأوان ليعتذر الأخوان للمجلس العسكرى بعد أن تبين أن إدارتهم للدولة أسوء من إدارته

عدد الردود 0

بواسطة:

يوسف الشريف - الاسكندريه

لا للاخوان

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد السيد المحامى

من قتل المتظاهرين هم من فتحوا السجون :الأخوان + حماس +حزب الله + مأجورين من أمريكا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة