عبد الرحمن يوسف

أَغَواتٌ وخَوْذَاتٌ

الخميس، 25 أكتوبر 2012 08:16 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ثم انتصف القرن العشرون، وبدأ زمن لابسى الخوذات، فقفزوا على الكراسى واحتلوها لأكثر من نصف قرن، فصار على كل الكراسى خوذات، فى سائر القطاعات، الزراعة والصناعة والإسكان، حتى ظن الناس أنهم فى معسكر كبير.
يلبسون الخوذات وليس فيهم صلاح الدين، ولا قطز، ولا بيبرس!
ليس فيهم من فروسية لابسى الخوذات، وإن كان فيهم من الشراسة وحب القيادة وغرور القوة الكثير.
وتخلفت البلاد، واضطهد العباد، حتى كفرت الناس بالأوطان، وكرهوا الخوذات ولابسيها.
لابسو الخوذات فيهم من أشرف الناس، ومن أعظم الناس تضحية، ولكن دائما كان المتصدر من الخوذات أسوأها!
ثم جاء القرن الواحد والعشرون، وشجت فأس الشعب أكبر خوذة فى البلاد، وانطلق الناس مكبرين مهللين، وامتلأت الشوارع والميادين، لا يخيف الناس شىء، ورفع الناس شأن الخوذات التى تستحق، وسحقوا من الخوذات من لا يستحق، وعرف الناس أن أشهر الخوذات التى عبدت دون الله فى الأرض ما اشتهرت إلا بالباطل والتزوير، وأن خوذات البطولة مدفونة فى كتب التاريخ، فاستخرجوها وكرموها.
حينها بقى بعض الأغوات ممن اعتادوا الأكل على الموائد كمراسلين لأصحاب الخوذات ينفثون سمومهم، بقى هؤلاء الأغوات يصرخون، يتظاهرون بأنهم من المعارضين وما هم بمعارضين، يكتبون ما يضرهم ولا ينفعهم، يكتبون ما يمليه عليه سادتهم، وسادتهم راح زمنهم وانقضى.
ويقولون إن أصحاب الخوذات لغاضبون، والحقيقة أن أصحاب العقول فى نعيم، وأصحاب الأقلام قد يصلى بعضهم الجحيم.
يقولون إن الويل والثبور وعظائم الأمور إذا غضب لابسو الخوذات، والحقيقة أن الويل كل الويل من غضب الشعب العظيم الذى ألبس الخوذات للابسيها، وألبس أكاليل المجد لمن هو أهل لها، وألبس الخزى والعار لكل من امتشق سلاحا أو قلما يناصر به أهل الباطل ضد أهل الحق.
إن لابس الخوذة لا يغضب، ولو كان يغضب لغضب حين بيعت الأرض مع العرض، ولغضب حين ديست خوذة أعظم القادة فى التاريخ الحديث، حين ألقى فى السجن بتهمة «إفشاء الأسرار»!
تعس عبد الخوذات، وتعس عبد الدرهم!
ألم يأن للذين يكتبون أن تخضع أقلامهم للشعب وإرادته؟
ألم يتعظ المتعظون بمن حولت ملفاتهم إلى الكسب غير المشروع من الكتبة الموالسين المدلسين وما فعلوا سوى أنهم سطروا قصائد المدح فى بعض لابسى الخوذات، وقصائد الهجاء فى الشعب الأعزل؟
سمى الإنسان إنسانا لأنه ينسى، وها نحن نذكر، ولكن الذكرى تنفع المؤمنين لا الأغوات!
كل عام وأنتم بخير...








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد الشيخ

أَغَواتٌ وخَوْذَاتٌ واتهامات بغير اسنادات ..!!

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب

كل سنه وانت طيب - احييك على هذا الاسلوب الادبى الرفيع وهذا الطرح الذكى ياليتهم يفهمون

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

سحر

انت عبقرررررررررررررررررررى

كل يوم يدهشنى اسلوبك فى الكتابة

عدد الردود 0

بواسطة:

ارسطو

من ارسطوالعرب ل عبدالرحمن مقال الامس افضل مقال ف العالم

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب

لقد جيشوا كل الوزارات والادارات والمحافظات ووضعوا لهم اعوان للاستيلاء على الاراضى والثروات

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب

الشعب الان امام مجموعات من المافيا متخصصه فى كل مجال وللاسف الاخوان فى واد اخر

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب

سوف نرتكب افدح الاخطاء اذا تركنا هذه الافاعى المتلونه تسرح وتمرح فى البلاد

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

ميمو

هذا الشبل من ذاك الأسد الأمام الأكبر \ يوسف القرضاوى ..

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب

المهازل والفضائح والصفقات مازالت فى طى الكتمان ولم يظهر منها حتى الان الا 1% فقط

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

Ehab

لماذا التورية؟!

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة