على درويش

اختبار صعب

الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012 02:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أخبرنا الله تعالى أن سيدنا «إبراهيم كان أمة» والله سبحانه يقول الحق فسيدنا إبراهيم قد جاء من وراء النهرين ليغطى العالم القديم كله ناشرا دعوة التوحيد ومن مصر تزوج السيدة هاجر التى أنجبت له سيدنا إسماعيل عليه السلام الجد الأكبر لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ولأنه عليه السلام كان أمة فقد واجه أهله والطاغية النمرود متحديا كل المعتقدات الوثنية فى عصره ومتحديا النمرود مدعى الألوهية، فألقوه فى النار ولكن الله العلى القدير أخرجه منها سالما، وهذه كانت بداية نهاية عصر مدعى الألوهية، لم تنته سياحة سيدنا إبراهيم عليه السلام بل ظل يتحرك كالشمس تضئ وتطهر المكان الذى يتواجد فيه.

من بين الأحداث العقيدية الهامة كان طلب سيدنا إبراهيم عليه السلام من الله سبحانه وتعالى أن يريه كيفية إحياء الموتى، ولأنه الخليل المحبوب من رب العالمين فقد أجاب الله سبحانه طلبه فعرف الخليل عليه السلام قدرته ومكانته عند الله الذى لا يغيب ولا يغفل بل هو الله الواحد الأحد السرمدى الأزلى، كل شىء يقوم به وهو قائم بذاته خلق الخلق ليعبدوه وينعموا بنعمه وبطاعته، ففى الطاعة سعادة ونعيم لا يعرفه إلا من ذاقه.

سأل إبراهيم الخليل ربّه أن يهبه ولدا صالحا، وذلك عندما هاجر من بلاد قومه، فبشّره الله عز وجل بغلام حليم، وهو سيدنا إسماعيل عليه السلام، الذى ولد من السيدة هاجر، وقد كان سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام فى السادسة والثمانين من عمره، فهو أى إسماعيل، أول ولد لإبراهيم وهو الولد البكر يقول الله: عز وجل فى القرآن الحكيم وقال إنى ذاهب إلى ربى سيهدين، ربّ هب لى من الصالحين، فبشّرناه بغلام حليم».

وامتحن الله سبحانه وتعالى نبيه سيدنا إبراهيم بأن أرسله هو وزوجته المصرية السيدة هاجر إلى وادِ غير ذى زرع فى الجزيرة العربية ويتركهما هناك لتتم معجزة إنقاذ السيدة هاجر وابنها بتفجر بئر زمزم ليبدأ إعمار مكة ثم يكلف سيدنا إبراهيم برفع قوائم البيت العتيق، بعد أن كبر ابنه سيدنا إسماعيل عليه السلام. ثم يأتى الاختبار الثانى لسيدنا إبراهيم عليه السلام ليثبت به أن الله سبحانه وتعالى أغلى عنده من كل شىء حتى ابنه البكر والوحيد سيدنا إسماعيل، ثم «فلما بلغ معه السّعى قال يابنى إنى أرى فى المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى» إنه لأمر عظيم، واختبار صعب، للنبى إبراهيم، فإسماعيل هذا الولد العزيز البكر، والذى جاءه على كبر، ولكن رغم الصعوبة فقد رضى الأب والابن بقضاء الله سبحانه وتعالى، ولكن الله هو أرحم الراحمين ففدى سيدنا إسماعيل بذبح عظيم أرسل إليهما من السماء.

والمسلمون يهدرون دم الأضاحى فى الحج تشبها بما فعله أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام ورمز لقتل النفس الأمارة بالسوء وهم فى حالة تجرد كاملة وهم يقومون بكل أنواع العبادات من طواف وصلاة وتهليل وتكبير وتسبيح وصفاء قلب وطهارة لسان وعين وسمع. تقبل الله من كل حاج حجته وأعطنا مثلها أمين.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة