عبد الرحمن يوسف

طبعا متدين بطبعه

الأربعاء، 14 نوفمبر 2012 06:50 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتشرت فى الأسابيع الماضية نبرة سخرية فى أمر لم يكن يتخيل المصريون أن يسخروا منه، ألا وهو تدين الشعب المصرى.
وصل الأمر إلى أن غالبية الكتاب والمثقفين يسخرون ممن يقول إن الشعب المصرى «متدين بطبعه»، ويستدلون على ذلك بأمور هى –فى رأيى– خطأ.
نرى بعض الكتاب يبرز أسوأ ما فى مصر فى شكل إحصائيات موثقة، مثل السرقة والقتل والتحرش الجنسى... الخ، ثم يتساءل: بعد كل هذه الجرائم كيف نقول عن الشعب المصرى إنه شعب متدين بطبعه؟
والحقيقة التى قد لا تعجب البعض أن الشعب المصرى هو أكثر الشعوب تدينا على وجه الأرض، كيف ذلك؟
أولا: الشعب هو ذلك الامتداد الذى يبدأ من التاريخ السحيق إلى اليوم، وليس تلك اللقطة المجتزأة التى نعيشها اليوم لمدة عام أو عقد أو حتى قرن من الزمن!
إذا نظرنا للموضوع بهذه النظرة فسنجد أن الشعب المصرى كان دائما متدينا، وكان دائما مخلصا للديانة التى يعتنقها، وكانت عواطفه دائما مع الله، حتى إذا لم يلتزم بتفاصيل العبادات والشرائع.
ثانيا: التدين ليس معناه الانضباط السلوكى الصارم كما قد يظن بعض الناس، بل هو شعور ورغبة فى الوصول إلى الخالق، يراها كل شخص خلاصا له فى الدنيا والآخرة.
التدين بهذا المعنى جزء أصيل من تكوين الشخصية المصرية، كان فى الماضى موجودا، وما زال حتى اليوم.
ثالثا: إذا ظن البعض أن مخالفة شرع الله «بالمعنى الإسلامى أو المسيحى» تعنى عدم التدين فهذا خطأ كبير أيضا، لأن إفساد الشعوب المتدينة لا يكون بإبعادها عن الدين، بل بإفساد تدينها، بمعنى أن يتم إفساد فهم المتدين لدينه، فتراه يرى الحق بمكيالين، «فهذه نقرة، وتلك نقرة»، أو «ساعة لقلبك وساعة لربك»... الخ.
الشعب المصرى يرتكب الموبقات، ولكن ذلك ليس معناه أنه ليس متدينا بطبعه، بل ستجد تفسيرا دينيا يبرر لكل معتد اعتداءه ولكل متخاذل تخاذله، وبالتالى هم متدينون، ولكن تدينهم منقوص، وهذا من أكبر حيل الشيطان ومكائده.
لقد وجدنا متدينين يقبلون الذل لأن بعض من يزعم العلم أقنعهم أن الخروج على الحاكم حرام، وبعضهم يمد يده متحرشا بأنثى لأن جاهلا آخر أفهمه أن الوزر الأكبر عليها لا على المتحرش، وبعضهم قد يسرق أو يشرب الخمر وهو يظن أن الله «رب قلوب».
كل هؤلاء متدينون، وقد وقعوا فى مصيدة من أكبر مصائد الشيطان، هى مصيدة التدين المغشوش، ومن ينفى عنهم صفة التدين مخطئ، والصواب أن تدينهم فاسد، وطريقة إصلاحهم تكون بتعليمهم صحيح الدين.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

بدر الدين

الله ينور عليك

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد الشال

شكر واجب

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب

بوركت يا عبد الرحمن وبوركت مواقفك الحكيمه - الشعب مجنى عليه والجانى هو النطام والقانون

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب

لو الشعب مش متدين ومتمسك بعقيدته لما استمر الاسلام فى مصر 1400 سنه

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب

الشعب المصرى يصلى ويصوم ويحج ويذكى من قبل ان يولد المرشد ومرسى وابو اسماعيل

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد

ايه ده؟

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب

فى اى مجتمع انتشار الفقر والقهر والبطاله يؤدى الى سلوكيات سلبيه وظواهر اجتماعيه رجعيه

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب

ورغم ذلك احصوا عدد المساجد ودور العباده الان وقارنوا بينها وبين عددها فى العصور السابقه

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

الفكر الناضج

عدد الردود 0

بواسطة:

Romany Azazy

اختلف معاك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة