هل جاء قرار تسيير قطار مخصوص من القاهرة إلى بورسعيد ظهر الأربعاء الأول من فبراير مدبرا بهدف تسهيل مهمة جماهير الأهلى التى تنتظرها قوات الأمن الفاسدة فى السفر إلى بورسعيد والإجهاز عليه هناك فى المذبحة الكبرى؟
كان يمكن ألا تحدث الكارثة برفض كل الحافلات المخصصة لنقل الجماهير من القاهرة إلى بورسعيد السفر إزاء الماضى المؤلم بتحطيم كل زجاج السيارات فى الرحلات السابقة.. ولكن ومع رفض الحافلات وعدم وجود البديل المناسب لنقل المئات من الشبان والأطفال كان الإلغاء طبيعيا وإجهاض مؤامرة الفاسدين من وزارة الداخلية حتميا.
الشباب العاشق لناديه والداعم لفريقه وجمهوره صمم على السفر لكيلا يخذل لاعبيه الذين أسعدوا جمهورهم كثيرا.. واتجه إلى محطة القطار وبالطبع لم يكن السفر ممكنا إلا إذا توافر قطار ملاكى من القاهرة إلى بورسعيد.
ولكن السؤال: من الذى سمح بقيام قطار من القاهرة إلى بورسعيد ظهر يوم المباراة دون أن يكون القطار مبرمجا ضمن أى رحلة حتى ساعة واحدة من موعد قيامه؟
مسألة تحتاج تدخلا رفيع المستوى من موظف فى هيئة السكة الحديد.. وأرى ضرورة أن يقوم النائب العام باستدعاء رئيس هيئة السكة الحديد ومعاونيه الكبار للتحقيق ومعرفة من هو صاحب قرار قيام القطار الاستثنائى وفى وقت قياسى.. وهل جاء القرار بناء على تعليمات أمنية ضمن مخطط المؤامرة الشيطانية؟ وهل كانت التعليمات شفوية فقط أم مكتوبة؟
القطار الاستثنائى الذى حمل جمهور الأهلى إلى بورسعيد فى توقيت قياسى كان إنقاذا من الفاسدين فى وزارة الداخلية لمخططهم الشيطانى، ولكنه كان كمينا أو مصيدة للأبرياء من جماهير الأهلى بين أطفال وشباب.. وبالفعل قام القطار من القاهرة محملا بالمئات الذاهبين بأقدامهم إلى الموت المحقق.
ولأن سلطات الأمن فى بورسعيد خشيت أن يدخل القطار إلى المدينة المتأججة وتندلع المعارك فى محطة القطار، ولا يمكنهم توصيل جمهور الاهلى أو الضحايا إلى الأقفاص المعدة لافتراسهم فى الملعب، خططت لإيصالهم بكل دقة وإحكام إلى الملعب باستخدام سياراتها..
وذهب المخططون من الفاسدين لاستقبال القطار قبل أربعين كيلومترا من بورسعيد وأوقفوه.. أى قطار ملاكى هذا الذى يخرج فى أى وقت ويقف فى أى مكان.. وبالفعل أنزلت قوات الأمن جماهير الأهلى فى الصحراء وأدخلتهم فى سيارات تابعة للشرطة.. ونقلت السيارات الشباب من جمهور الأهلى إلى الملعب حيث المذبحة.
من أخرج القطار؟ هذا هو السؤال.
