كمال حبيب

الإسلاميون والعالم

السبت، 03 مارس 2012 04:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التقسيمات القديمة للعالم كما عرفها الفقه الإسلامى لم تعد قائمة اليوم، فانقسام العالم إلى دار للكفر والحرب ودار للإسلام لم يعد قائمًا اليوم، فأنت تجد مسلمين منتشرين فى العالم وفى دول أوروبا المختلفة وهم حاصلون على جنسيات تلك الدول، ومواطنون من مواطنيها، أى أن المسلم الذى يدين بالإسلام يمكنه أن يكون مواطنًا لدولة من دول الكفر بمفهوم الفقهاء القدامى.. العالم القديم كان يعرف الفصل الحاد بين البلدان، أما اليوم ومع تقدم الاتصالات فإن الحدود بين العوالم تنهار ولم يعد هناك شىء اسمه الداخل والخارج بالمعنى الحاد الذى يفصل بينهما بشكل كامل.. كانت الدار فى المنظور الفقهى التقليدى تعد شرطًا وأساسًا لتحقيق معنى الإسلام، ولذلك أخذت حيزًا فى الجهد الفقهى لتحديد معناها وشروطها، وأما اليوم فإن الذى يعد شرطًا لإقامة الإسلام وتحقيق معناه ليست الدار وإنما الإنسان نفسه والعقيدة التى يحملها.
فالإنسان المسلم هو حامل أمانة الإسلام اليوم، وهو المسؤول عن حماية دينه والتمسك به والحفاظ عليه حتى لو لم يكن مقيمًا فى دار الإسلام، وأصبحت الأقليات المسلمة فى العالم أحد التعبيرات عما يطلق عليه الحدود الجديدة لدار الإسلام فى الغرب. لم تعد الحدود تصنعها الحروب كما كان يحدث فى الماضى، وإنما الحدود يصنعها البشر الذين يحملون العقائد والأديان، ومن ثم فإن تعاظم الديموجرافيا الإسلامية فى العالم الغربى هو أحد تجليات كاريزما الإسلام وصعوده وتمدده وتجذره فى عالم مختلف عن عالم الإسلام.
ومن ثم فإن الإسلاميين هم جزء من ذلك العالم يسافرون إلى بلدانه المختلفة وإلى جامعاته ويقيمون علاقات مع مؤسسات وأفراد فيه، وحين يكون هؤلاء الإسلاميون جزءًا من الحكم والسلطة فإن الدولة التى يتحدثون باسمها ويعبرون عنها هى الأخرى جزء من العالم، ولا يمكنها أن تعيش معزولة عنه.
ولكى نتعامل مع ذلك العالم ونعرفه جيدًا علينا أن نتعلم لغاته وندرس ثقافته، وهناك حديث عن علم الاستغراب فى مقابل علوم الاستشراق التى مكنت الغرب من التعرف بقوة على عالمنا العربى والإسلامى.
إننا بحاجة إلى أن نعرف لغة العالم وخاصة اللغة الإنجليزية، والحديث عن خطر يهدد الأمة إذا تعلم أبناؤها اللغة الإنجليزية هو تعبير عن أن الذى تحدث بتلك اللهجة من حزب النور السلفى لم يقدر بعد ما يعنيه كونه ممثلاً لحزب سياسى يقود دولة ويعبر عن مصالحها فى مواجهة ذلك العالم. ربما يكون التبكير بتعلم اللغة الإنجليزية ليس مناسبًا بحيث لا يكون فى مراحل ما قبل التعليم الابتدائى وإنما يكون فى نهاية المرحلة الابتدائية، ولكن أى تعليم معاصر لا يملك فيه الدارس أو التلميذ أدوات عصره، ومنها التمكن من اللغة الإنجليزية كأداة، فإنه يكون تعليمًا ناقصًا.
مواجهة المؤامرة على العالم الإسلامى كما شرح النائب لا تكون بأن ننعزل عن العالم، وإنما نعرفه ونمتلك الأدوات التى تمكننا من فهمه، ومن بين تلك الأدوات تعلم لغته بالمعنى الواسع، فمن تعلم لغة قوم أمن مكرهم وشرهم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الحق

السلفيون وأمثالهم يخالفون شرع الله

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة