على درويش

طاعة الله.. وطاعة الشيطان

الخميس، 12 أبريل 2012 09:53 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل الحياة نعمة أم العكس؟ لقد أعطى الله الحكيم العليم خالق كل شىء الإنسان القدرة على الاختيار، وفضله على الملائكة بالعلم وبالقدرة على الفكر والتقييم، وأرسل له الرسل، وكل رسول أتى برسالة تناسب الفترة التى يعيشها، وكان، ومازال، محور الرسالات جميعا هو أن الله هو الإله الواحد رب كل شىء، لقد أشهد رب العالمين الخلق فى عالم الذر «ألست بربكم» فقالوا جميعا: «بلى» وشهدوا بالوحدانية وبألوهيته، والشهادة تعنى الطاعة لأن من يرى الأنوار الإلهية فلا يسعه إلا أن يطيع ويلبى النداء الربانى، ولكن الإنسان نسى وعصى، نسى جمال الأنوار وخالف التعاليم العلوية، لقد حذر الله العزيز القدير البشر «ألم أعهد إليكم يا بنى آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين، وأن اعبدونى هذا صراط مستقيم».
والعبادة هى الطاعة، وطاعة الشيطان هى دمار وخراب فى الدنيا وفى الآخرة، أما طاعة الله فهى السعادة والنعيم الدائم فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض على الله العلى العظيم.
الحياة هى اختيارات، هل سيختار الإنسان أن يعيش حياة بيولوجية فقط أى يتبع غرائزه ويسير وراء نفسه «الأمارة بالسوء» ووراء الشيطان الذى يسحبه نحو عالم الظلام والعمى فيصبح أقل من الحيوان وتصبح الحياة عبارة عن غابة تحكمها الغرائز والصراعات والحروب، ومن تكن تلك اختياراته فإنه ألقى بعقله وبكل قدراته وألقى بفطرته تحت أقدام الشيطان عدو الإنسان.
إن عباد الرحمن قد سجدوا بقلوبهم وبأجسادهم لله رب العالمين الرحمن الرحيم ورضى الله عنهم ورضوا عنه، فهم يمشون على الأرض هونا فى تؤدة وسكينة الواثق بربه، ولا يندفعون فى الحياة كالكلاب المسعورة ينبحون ويعقرون من يصادفهم، إن عباد الرحمن مصابيح هداية ينيرون الظلام، ويشفون القلوب، ويقوّمون العقول، ويساعدون الضعيف بلا كبر أو خيلاء، ويشيدون فى الحياة وعيونهم على الآخرة، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «حرمت النار على الهيّن الليّن السهل القريب». فالمؤمن أحب ربه وأحب نبيه، عليه الصلاة والسلام، وهذا الحب قد ملأ قلبه وعقله بالرحمة «إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور» أى خان عهد «ألست بربكم» ومن ثم كفر بنعم الله وأول نعمة هى الإيمان برب العالمين والسجود له سبحانه. ما أعظم السجود لله الرحمن الرحيم!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة