أبو إسماعيل والذين معه

كنت لفترات سابقة على الثورة، أتابع وأسرتى جميع حلقات الشيخ بشوش الوجه حازم صلاح أبو إسماعيل.. أستمتع بأسلوبه الهادئ فى عرض مبادئ الإسلام بصورة تجذب الجميع إليها.. وكما تغير كل شىء بعد الثورة تغير الشيخ.. وجدت نفسى فى مواجهة شخص آخر.. الرغبة فى الوصول للسلطة وكرسى الحكم فاقت عنده كل شىء.. كان على استعداد أن يدوس على أى شىء فى مقابل تحقيق هدفه.. وحينما دعا أتباعه للتصويت على التعديلات الدستورية بنعم كان يعرف جيدا شروط الترشح.. وحينما قدم أوراقه إلى اللجنة العليا كان التردد يعتريه فى قضية جنسية والدته حتى أنه كتب فى نماذج الترشح أن والدته مصرية (على حد علمى) وكأنه يعفى نفسه مسبقا من أية توابع عند ظهور الحقيقة.
والواقع أن ما حدث من الشيخ حازم وأتباعه تجاه الجميع وبالأخص مجموعة العلماء الذين ذهبوا إلى اللجنة العليا للانتخابات وتوجيه الاتهامات لهم بخيانة أبو إسماعيل والعمالة للمجلس العسكرى.. كان مشهدا سيئا فى مسلسل التكالب على الكرسى.. وصورة سيئة للتيار الإسلامى الذى يتعرض لحملة تشويه ساعد أبو إسماعيل وأصحابه القائمين على هذه الحملة بأفعالهم التى أرى أنها قد تؤثر سلبا على باقى المرشحين الإسلاميين.
المشكلة الأخرى هى أتباع الشيخ حازم الذين أصموا آذانهم عن سماع أى صوت إلا صوت أبو إسماعيل.. وأغمضوا أعينهم إلا عما يريد الشيخ أن يظهره.. ونسوا أن مشايخ السلف هم الذين رفضوا الفتنة واقتنعوا بخطأ الشيخ حازم الذى يستوجب الاعتذار لا التهديد.. والإيعاز بحرق مصر.. وعلى هؤلاء وشيخهم أن يستمعوا إلى الآلاف فى الشوارع ليسمعوا بأنفسهم التعليقات عما حدث من أتباع الشيخ.
جمع الشيخ حازم وراءه بعض شباب السلفيين وجماعة التوقف والتبين التى لها بعض الأفكار التكفيرية.. وبعض الشباب الذين ينتمون فكريا إلى تنظيم القاعدة.. وشباب من روابط الألتراس وهذا الكوكتيل أصبح لا يعرف سوى إشارات الشيخ حازم بالاعتصام أو الصدام.. ولتذهب البلاد إلى الجحيم ونحن نسعى لبصيص من الاستقرار فى ظل إخطار تحيطنا من كل جهة.