عبد الرحمن يوسف

انحيازات المذيعين

الثلاثاء، 24 أبريل 2012 08:09 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يجلس المذيع فى الاستوديو أمام الكاميرا على الهواء مباشرة، ويتكلم، ويتكلم، ويتكلم.

قلة من مذيعى مصر تعرف خطورة كل كلمة، وقلة من مذيعى مصر استفادت من دروس الخامس والعشرين من يناير، وقلة من مذيعى مصر تغيرت بعد الثورة، وعرفت أن هناك شعبا لا بد من مراعاة رأيه، وأن هناك رأيا عاما يستطيع أن يعين وأن يقيل، وأن هناك خطوطا حمراء لو تجاوزها أى مذيع، فمن الممكن أن يفقد وظيفته، ومن الممكن أن لا يتمكن من المشى فى الشوارع.

قلة من المذيعين تتقى الله، وتعرف أن المرء قد يسقط فى النار سبعين خريفا بكلمة.

الأضواء تحرق، تحرق من الداخل أولا، تحرق الروح، والروح قد تتفحم من شدة الضوء، ومن يستسلم للذة الأضواء، تلسعه الأضواء، وبرغم ذلك يدمن المرء الأضواء، فيصبح عبدا للشهرة، لا يستطيع أن يعيش فى الظل، برغم أن الظل مكان منطقى للنفس السوية، يحمى من حرارة الشمس، ولكن الخلط بين الضوء والحرارة خطأ يقع فيه المشاهير، فهم يفترضون أن الأضواء لا حرارة فيها، والحقيقة أن كل الأضواء فيها حرارة، لذلك يحترقون.

ليس عيبا أن يكون للمذيع تحيزاته، بل العيب أمران، الأول: أن لا يكون لك تحيزات، ففى هذه الحالة أنت تافه، لا تملك قضية تؤمن بها!

والعيب الثانى: أن تكذب فى تحيزاتك، وأن تدعى الحياد، وليس ذلك إلا إخفاء لتحيزاتك، فأنت تتحيز باسم الحياد!

لا أحب أن أكون أحد هذين المذيعين، لا أحب أن أكون مذيعا محايدا (تافها)، فى لحظاتٍ الحياد فيها مستحيل، ولا أحب كذلك أن أزعم الحياد لكى أُشربَ الناسَ انحيازاتى.

أحب أن أكون أنا، وأنا متحيز، متحيز جدا، وتحيزاتى هى شخصيتى، هى التى تجعلنى كائنا حقيقيا يصدقه البعض، ويكذبه آخرون، يعشقه البعض، ويكرهه آخرون، لا أحب أن يحبنى الناس لأنى ألبس قناعا، لا أريد حبا أو نسب مشاهدات عالية نتجت عن (سوء فهم) بين المشاهد والمذيع، أحب أن يحترمنى الناس وإن اختلفوا معى، وأن يعرفوا آرائى، حتى إذا لم يقتنعوا بها، أحب أن أكون مصدرا لخبر موثق، وعمل جيد يحترمه حتى من اختلف معى فى تحيزاتى، أحب أن أصيب وأخطئ، وأن أعتذر إذا أخطأت.

أنا فى إجازة من عملى كمذيع تليفزيونى حتى انتهاء انتخابات الرئاسة، ليس خوفا من مواجهة الجمهور بما أنا مؤمن به، ولكن لأن الحياد – فى هذه اللحظة من تاريخ مصر – رفاهية لا أمتلكها.

بكل صراحة، أنا متحيز، ومقتنع بأحد المرشحين، وسأدعمه، ولن أكذب على المشاهد الكريم، ولن ألعب معه لعبة ممجوجة اسمها الحياد!

ملحوظة: لم أستقل من المؤسسة المحترمة التى أعمل فيها، ولكنى – كما قلت – فى إجازة يفرضها علىَّ احترامى لنفسى وللمشاهد الكريم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

م/أحمد سعيد

عبد الرحمن القرضاوي...ولن أعيش في جلباب أبي

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmed

ارجوا اعادة النظر

عدد الردود 0

بواسطة:

مهندس / أحمد علي

قول لنفسك ياسخيف !!!!!!!!!!!!!

بدون تعليق

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالله

الحمد لله

عدد الردود 0

بواسطة:

safeersaft

والله محترم ........... والكبير كبير

من الاخر^^^^^

عدد الردود 0

بواسطة:

طارق

يا ريتهم كلهم يعملوا زيك

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد يوسف

واضح إنك مش فاهم الفرق بين المهنية والنفاق

عدد الردود 0

بواسطة:

سامي

في مصر مش انحيازات المذيعين _ افتراءات المذيعين _ تضليل المذيعين - دجل المذيعين ..

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد يوسف

واضح إنك مش فاهم الفرق بين المهنية والنفاق

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

انت بذلك ازددت احتراما لنفسك .. ورفعت اسهمك وسط محبيك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة