علاء صادق

ثمن الكلمة!

الأربعاء، 04 أبريل 2012 03:44 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لو كان ثمن الكلمة الحرة الشجاعة فى الصحافة، سواء فى الولايات المتحدة أو أوروبا، غاليا، كما هو الحال فى مصر، لأمضى كل أصحاب الرأى الحر من الصحفيين حياتهم فى السجون.
مشوارى فى عالم الصحافة يقترب من عامه الأربعين.. وياله من مشوار مرهق على كل الأصعدة، محفوف بالمخاطر عبر كل العصور، لكنه ممتع ومثير بكل المقاييس.

المتاعب والآلام والملاحقات والعقوبات والأحكام جزء لا يتجزأ من الضريبة الغالية التى يتعين على صاحب الكلمة الحرة أن يدفعها فى مشواره، وما أكثر الأحداث الصعبة التى واجهتنى بين إيقاف عن العمل، وحرمان من الكتابة، أو من السفر، وتجميد فى الترقيات، وإقالة من منصب، وخصومات بلا عدد.

وأخيرا قرار بالغرامة والحبس.
ولكن الجانب القاتم فى العمل الصحفى ليس هو الجانب الأكبر أو المسيطر، والعكس هو الصحيح تماما، والجوانب الإيجابية أو المشرقة فى العمل الصحفى هى الغالبة، لاسيما إذا طال الأمد فى العمل، وحالف التوفيق صاحبه.

وللحق.. منحنى الله توفيقا أكبر مما تمنيت، وأكثر مما أستحق على كل الأصعدة الفنية والاحترافية والمهنية والمالية والاجتماعية والرياضية، محليا وخارجيا.. وإذا كان الحب المتدفق من الجمهور الطيب العاشق للرياضة هو العائد الوحيد، فياله من عائد ضخم.

العمل الصحفى شرف كبير لمن يمتهنه، ويزداد الشرف قدرا إذا أحب الصحفى مهنته، وأخلص لها، واحترم قراءه، واختار طريق الحق والاستقامة.. والسائرون فى طريق مواجهة الفساد ومقاومة الإغراءات هم الأكثر تعرضا للإيذاء، سواء من الفاسدين أو الراشين، أو حتى من زملائهم فى نفس المهنة، والذين اختاروا الطريق الأسهل للثراء.

للكلمة الحرة ثمن باهظ يدفعه صاحبها من ماله، ومن حريته، ومن استقراره، ومن انفعالاته، بل من صحته أيضا.. وعلى العكس، للكلمة الملوثة، المدفوعة الأجر، جائزة كبيرة ينالها المنافقون والكاذبون من أصحاب الخزائن المفتوحة، والضمائر المذبوحة، والأخلاق المجروحة.
لا أعبأ أبدا بعقوبات أو إيذاءات متلاحقة، ولا تهزنى أبدا حملات تشويه ممنهجة، تحمل أصابع ورائحة حكومية.

الحق طريقنا، والصدق رفيقنا،والنقد الحاد والجاد صديقنا.

وقديما قال الشاعر التونسى القيروانى عن أهمية قول الحق والكلمة الحرة فى دفع الأذى:
إذا لم تجد بدا من القول فانتصف.. بحد لسان كالحسام المهند
فقد يدفع الإنسان عن بلده الأذى بمقولة، إن لم يدفعه باليد.
وأخيرا صدق من قال: الكلمة نور وبعض الكلمات قبور.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة