إياكم وانتخاب «الفلول»

اقتربت اللحظات الحاسمة فى تاريخ مصر الثورة، فبعد ساعات قليلة سيتوجه الملايين لصناديق الانتخابات، لاختيار رئيس مصر الجديدة التى نحلم فيها جميعا، بالحرية والعدل والحياة الكريمة، لذا أجد أن نتائج صناديق الانتخابات سترسم خريطة المرحلة القادمة، وهنا علينا أن نتوقف ألف مرة أمام اختياراتنا، فلابد من استشعار أن هذا الاختيار أمانة وطنية، وسنحاسب عليه أمام الله، فهى شهادة لابد أن نؤديها بحقها، لمن يستحق هذا المكان، وصدق ربنا الذى قال فى كتابه الكريم «ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم» ونبهنا رسولنا الكريم للتدقيق فى الاختيار وأن نعطى الأمر لأهله فقال «إذا ضيعت الأمانة فانتظروا الساعة قالوا: وكيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظروا الساعة».

وأرى أن أخطر جريمة ممكن أن يرتكبها مصرى، أن يختار أحد الأشخاص المحسوبين على النظام السابق، فلا أظن أن يرضى مصرى عودة الوطن إلى مربع الدمار الذى عشنا فيه 30 عاما، ولا أتصور أن مصريا من الممكن أن يعلّم بالإيجاب على شخص أشرف على قتل المتظاهرين فى موقعة الجمل، أو شخص وافق على بيع غازنا بأبخس الأثمان لأعدائنا من الصهاينة، وليس من المعقول أن نحيى مبارك ونظامه فى صورة فلول لهم، وكيف يتسنى لنا أن نشارك فى عودة صورة إهدار كرامة المصريين على يد البلطجية، أو رجال الشرطة فى الأقسام، ولعل ما حدث من بلطجة فى ندوة العاملين بالطيران بنقابة الصحفيين، واعتداءات خير دليل على هذه النوعية من العقليات.

كما أرى أن من واجبات المصريين فى يوم الانتخابات، أن يتوافدوا على اللجان، حتى لا يستطيع من تحدثه نفسه بالتزوير، أن يمد يده بسوء لصندوق الاقتراع، فحضور المصريين بكثافة سيكون الخط الأحمر الذى سيمنع أى مزور من أن يقترب من الصناديق، مع أنى متيقن أن المصريين على قدر هذه المسؤولية، وسيضربون المثل للعالم فى التحضر والرقى السياسى، كما عودنا هذا الشعب العظيم.

وإنى على يقين أن مصر الثورة ستحقق أهدافها، وتتخلص للأبد من الفلول، وتنهض من كبوتها وتعود لدورها العربى والعالمى، وسيحقق شباب الثورة كل أحلامهم، فهم يستحقون حياة تليق بجهدهم الذى حقق بتوفيق الله النصر المبين، وأن مصر برئيسها الثورى غدا ستكون الأفضل إن شاء الله.