على درويش

صلاح القلوب

الأربعاء، 23 مايو 2012 09:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التقوى عين الفلاح، وهى أساس الإصلاح، وهى السبيل إلى الخلاص من الوهن والبخل، المرض العضال الذى يعوق التغلب على النواقص ونقاط الضعف والشك والتردد، البخيل يشك فى قدرة الخالق على الرزق وفى العمل الطاهر الشريف على أن يكون فقط مصدر نجاح ورزق، كما أن البخيل يريد كل الخير لنفسه ويحسد الآخرين على ما لديهم من نعم الله سبحانه، البخيل يرى الرزق مالا فقط ولا يرى الصحة والأولاد والتوفيق وصلاح القلب والإيمان رزقا، والبخيل لا يؤمن بأى نوع من العطاء والنفع للآخرين، ولذلك قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: «اتق النار ولو بشق تمرة»، وهذا منح قليل، ولكنه إذا كان فقيرا رقيق الحال أصبح كبيرا عظيم القدر عند الله سبحانه وتعالى الكريم الوهاب الذى وصف نفسه بأن كلتا يديه يمين. إن شق التمرة هذه تصبح درعا ووقاية كبيرة من النار التى لا يعلم كم هى مرعبة ومخيفة إلا خالقها، وشربة ماء لكلب فى نعل رجل رقيق القلب فى الصحراء فى يوم حار كان السبب فى المغفرة للفاعل. لقد نال سيدنا أبوبكر الصديق منزلته فى الإسلام بسخائه وبحبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وبخشيته من أن يكون قد أخطاء فى لحظة ما، ولذلك قال: «لا آمن مكر الله ولو كانت إحدى قدمى فى الجنة». أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان أجود البشر فى كل شىء.
إن التقوى هى وسيلة العبد فى الدفاع عن نفسه ضد السقوط فى النار فى الدنيا وفى الآخرة، فالعبد منزوع التقوى الفاعل لكل ما هو ضار لنفسه وللغير الناشر للضلال والخزى والكذب يعيش فى نار الدنيا قبل نار الآخرة، ونار الدنيا تأكل عيون قلبه فيصبح قلبه أعمى، وبالتالى يتخبط فى كل أفعاله وقراراته. محرك التقوى ليس فقط حماية النفس من العذاب فى عالم الشهادة وفى الآخرة، ولكن يحركها حب الله سبحانه وتعالى وعشقه للكمال والجمال الإلهى المشهود فى كل الوجود الظاهر والباطن.
التقوى هى وصية الله إلى كل الناس «يا أيها الناس اتقوا ربكم»، حتى تتطهروا وتنظفوا وتسموا وتضاء قلوبكم وأرواحكم، وبالتالى يتقرب العبد حثيثا إلى ربه الله العلى القدير «والعاقبة للمتقين»، إنهم الفائزون «ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب»، نعم.. الله العزيز القدير يخرجه من ظلمات النفس الأمارة بالسوء ومن همس الوسواس الخناس عليه اللعنة إلى أنوار الهدية وسعادة القرب والرضا «رضى الله عنهم ورضوا عنه»، التقى يجعل الله من أمره يسرا «إن المتقين فى جنات ونهر»، جنات أو أنهار الأفعال فى الدنيا ثم النعيم الأزلى فى الآخرة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة