السيناريو المجهول للمستقبل

لا يختلف أحد على أن السيناريو القادم لمستقبل مصر مجهولا.. ومحفوفا بالأخطار والتوقعات التى فى أغلب الظن لا تبعث على التفاؤل فى ظل النتيجة الحتمية للانتخابات سواء بفوز د. محمد مرسى واستحواذ جماعة الإخوان المسلمين على مجلسى الشعب والشورى والوزارة القادمة والنقابات والجامعات وكل شىء مما يعنى عودة نظام الحزب الأوحد الذى لا يخترقه أحد حتى لو كان هذا الحزب محترم، ولكن نسبة المعارضة تصبح صفر والوصاية على القرارات المهمة فى البلاد تصبح حتمية وبيد جماعة الإخوان.. وتصبح الرقابة تكاد تكون معدومة لنعود إلى عهد المونولوج وليس الديالوج.. شخص وحزب واحد بيدهم الأمر.

بالإضافة إلى ظهور ملفات يتجاهلها الجميع كوضع حماس والمشاكل التى تتسبب فيها بعض الجماعات الفلسطينية فى سيناء فى ظل الانتماء الأيديولجى والتنظيمى لحماس التابعة لجماعة الإخوان المسلمين.

والسيناريو الثانى هو فوز الفريق أحمد شفيق مما يعنى اقتراب مصر من تطبيق نموذج الثورة الرومانية التى أطاحت بالنظام المستبد لشاوشيسكو.. وعاد حزب ينتمى إليه رموز النظام البائد ليفوزوا بالحكم، وأن كانت النهاية الرومانية بعد ذلك كانت جيدة بإرساء نظام ديموقراطى.. ولكن عودة شفيق قد تعنى عودة عصر البيزنس والحزب الوطنى الذى ثارت عليه الجموع والتى هى نفس الجماهير التى غيرت رأيها وعاد قطاع عريض منها لينتخب عدو الأمس.. والسيناريو المحتمل فى حالة فوز شفيق هو اضطرابات تقودها جماعات ثورية وعلى رأسها جماعة الإخوان التى تأبى أن يضيع منها حلم السلطة الذى اقترب كثيرا.. وتخشى سيناريو محتمل باعتقالات وتخليص حسابات.. مما جعل رموز الإخوان يؤكدون أن معركة الرئاسة بنسبة لهم حياة أو موت.. والسؤال يطرح نفسه هل إذا جاءت الأغلبية بشفيق وثار البعض هل سينقلب الجيش لصالح ما يسمى بالشرعية الجماهيرية؟ والإجابة تؤكد أن كل الاحتمالات مطروحة.. فى ظل رؤية ضبابية وغلبة للمصالح السياسية على مصلحة البلاد.. الكعكة دسمة وأكلتها يلهثون ورائها فى سباق ملئ بالمفاجئات.. سقط أشاوس كنت أظنهم سيحصدون المراكز الأولى فى السباق، وتأكدنا أنهم نمور من ورق لا يجيدون سوى الكلام المنمق فى الفضائيات وبقى الأقوى.. أحدهما رمز لجماعة عريقة عمرها 80 سنة، وضاربة بجذورها فى التربة المصرية من خلال خدمات جماهيرية لا تنتهى.. وبين رمز للدولة المصرية البيروقراطية الأمنية بكل صورها التى يحن إليها كثيرون فى ظل حالة التخبط التى نعيشها.. والحل أن ينقذنا الله كما فعلها منذ بداية الثورة.