على درويش

قارون جديد

الثلاثاء، 12 يونيو 2012 08:23 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يتساءل العبد هل هناك إنسان فى غنى عن الخلق أجمعين؟ وهل الاكتفاء بالمال والثروة والعزوة والمنصب والنفوذ يكفى عن اللجوء إلى رب العباد خالق الأكوان وخالق الإنسان، هل الإنسان فى غنى عن الله سبحانه وتعالى؟ بالقطع الإجابة تأتى بالنفى. ولكن هناك من البشر من ينسى رب العباد وينشغل بما هو زائل عما هو باقى وينسى الحق والحقيقة. إن هذا الصنف من البشر هو قارون جديد يصرخ فى الوجود كله قائلاً: إننى أوتيته عن علم لدى وهو يعلم علم اليقين فى قرار نفسه أنه كاذب، وأن العلم الذى عنده إن كان لديه علم فهو مدين لسلسلة من البشر على ما هو فيه من منصب أو جاه أو سلطان ومدين لرب البشر.

ولكن الكبر الذى يملأ قلبه لا يجعله يعترف بفضل الآخرين عليه، ويدعى كذبا أنه عصامى وليس لأحد عليه فضل، قال سيد الخلق صلى الله عليه وسلم «من لم يشكر الخلق لم يشكر الله». ولكن هذا النوع من البشر قد سار فى طريق تأليه نفسه فهو الفاعل لكل شىء وهو الذى يستحق الثناء ومديح الناس له، وأن الناس فى حاجة إليه وهو ليس فى حاجة إلى أحد.

جاء فى الحديث الشريف «الفقراء جلساء الله» والفقير هنا تأتى بالمعنى الشامل وبالمعنى الخاص. فالله سبحانه مع الفقراء الشرفاء الذى يعملون بإخلاص وحب فيدخل عليهم السرور والرضى ويبارك لهم فى أرزاقهم وينير قلوبهم. والفقير بالمعنى الخاص هو ذلك العبد الذى يعرف يقينا أنه فى حاجة دائمة إلى الله، وأنه بدون التوفيق الإلهى لا يمكن أن يحقق شيئا فهو فقير إلى الله سبحانه وتعالى فى كل أوقاته وفى جميع حالاته، كثير الحمد دائم السجود «ولئن شكرتم لأزيدنكم» ومع الشكر تأتى البركة والعطاء من الله سبحانه وتعالى.

فالخير كله فى بيت مفتاحه التواضع والاعتراف بفضل الله على العبد. فالله خلقه وأعطاه الصحة والعافية والإرادة والمقدرة وسبب له الأسباب ومنحه التوفيق وقرب الناس إليه وجعلهم يقدمون له الخير. ولكنه أغمض عينيه وفكره عن هذا الفضل وسار فى ضلاله فنسى ربه وافتكر نفسه فقط. وسيأتى اليوم الذى يقول فيه الله العظيم للذى عبد نفسه «اليوم ننساكم» وهذا يقع فى الدنيا والآخرة عندئذ «لاعاصم اليوم» من غضب الرب على العبد الجاحد. الشر كله فى بيت مفتاحه الكبر به طرد إبليس من الجنه، وسيظل إلى الأبد فى الغضب الإلهى. لنا فى رسول الله الأسوة الحسنة، فقد قال عندما سئل عن كثرة عبادته «أفلا أكون عبدا شكورا. صلى الله عليك يا رسول الله أيها الإنسان الكامل».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد اللورد

قارون جديد ( من الذى يريد ان يجمع كل شيىء فى مصر تحت يدية و قدمية) ( المرشد )

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

مقال جميل

عدد الردود 0

بواسطة:

فتحى

الحمد الله الذى أنعم علينا بنعمة الإسلام ووفقنا إلى طاعته وحب سيدنا رسول الله وآل بيته الأ

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة