ناصر عراق

الرئيس مرسى والأحلام المؤجلة!

الجمعة، 06 يوليو 2012 06:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الصورة التى نشرها الأهرام (الطبعة العربية) الثلاثاء 3/7/2011 يجلس فى الصف الأول أمام الرئيس محمد مرسى فى مقر الرئاسة مجموعة من رؤساء وممثلى الأحزاب، كما كتب تحت الصورة، وبالتدقيق ستجد واحدًا منهم على الأقل ترأس حزبًا كرتونيًا صنعه النظام القديم ليشوش الحياة السياسية فى مصر ويفسدها.
وكان رئيس هذا الحزب المشبوه لا يكف عن كيل المديح للرئيس المخلوع، والتغنى بعظمته وإنسانيته وإخلاصه للبلد فى الصحيفة البائسة التى يصدرها أو فى البرامج التليفزيونية التى تستضيفه باعتباره من (زعماء) المعارضة!
ترى من سمح لواحد من هؤلاء المنافقين العتاة الجلوس إلى الرئيس الجديد مباشرة والتحدث فى مستقبل مصر بعد (الثورة) التى من المفترض أنها أطاحت النظام القديم (حكامه ومعارضيه المستأنسين)، وجاءت بممثل جماعة الإخوان رئيساً لمصر المحروسة؟
إذا أضفت إلى هذه الصورة الدالة أن الرئيس الجديد لم يحدد بعد من سيكون رئيس الحكومة وأعضائها، على الرغم من أنه صرح فور الإعلان عن فوزه أن اسم رئيس الوزراء الجديد سيعلن يوم الأحد الأول من يوليو (أكتب هذا المقال عصر الثلاثاء 3/7)، فلك أن تتخيل حجم الصراعات الدائرة فى كواليس الحكم لخطف قطعة من كعكة السلطة!
سأزيدك من الشعر بيتاً وأذكرك بأن الإعلان الدستورى المكمل الذى أصدره المجلس العسكرى قبل يومين من إعلان نتيجة انتخابات الإعادة سلب الكثير من صلاحيات الرئيس المتعارف عليها فى الدستور القديم، الأمر الذى يؤكد أن للعسكر نصيباً كبيراً فى السلطة الجديدة، كما للرئيس نصيب فى هذه السلطة!
ماذا يعنى كل هذا؟
يعنى باختصار.. أن النظام القديم الذى يحكمنا منذ أربعين سنة ما زال يحكمنا، وما زالت الطبقة الجشعة التى يمثلها هذا النظام المستبد تسيطر على مقاليد الأمور، صحيح أن الدكتور مرسى الذى يمثل جماعة الإخوان المسلمين أعلن غير مرة فى خطاباته المتتالية (فى ميدان التحرير/ المحكمة الدستورية/ جامعة القاهرة) أنه صار رئيساً للمصريين كلهم، إلا أن الكلام شىء والأفعال شىء آخر! كما أرجوك ألا تنسى أن منهج الجماعة سياسياً واقتصادياً لا يختلف كثيرًا عن منهج الحزب الوطنى المنحل (ترى متى سيسمحون له بالعودة مرة أخرى؟)!
ويبقى الفارق الجوهرى بين الجماعة ونظام مبارك، فى كون جماعة الإخوان تسعى لخطف مؤسسات الدولة باسم الدين، فى حين أن نظام مبارك نهب ثروات الشعب بالبطش والاستبداد!
لكل هذا ينبغى على الثوار الشرفاء والعمال والفلاحين والموظفين الصغار أن يشرعوا فورأ فى تأسيس حزب سياسى ينضوى تحت جناحه الفقراء والمقهورون، هذا الحزب يعمل من الآن لاكتساب الأنصار والمؤيدين والمتعاطفين ليخوض غمار الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة، ليفوز بأغلبية تتيح له بناء مصر الجديدة حقاً التى ترسخ لمجتمع العدل والإنصاف والحرية والجمال.

أما إذا تخيلنا أن الدكتور مرسى بأفكاره وانحيازاته ومجلسه العسكرى قادر على ضبط الأوضاع المختلة فى مصر، وإقامة العدل الاجتماعى المنشود، فإننا بذلك نكون قد أخطأنا فى قراءة التاريخ، وأخفقنا فى رصد الواقع، وهو خطأ فادح، وإخفاق أليم.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال عبد الناصر

خطأ فادح وإخفاق أليم

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد هيكل

التغير يحتاج وقت

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة