فزاعة الأقباط

بمجرد تولى الرئيس محمد مرسى الحكم تزايدت مخاوف الإخوة الأقباط.. وبدأت الدعاوى للهجرة تتنامى.. الخوف كان يكسو الوجوه.. من المجهول الذى ينتظرهم فى ظل حكم (إخوانى).. وربما ساهمت بعد التصريحات النارية من شيوخ الجماعة السلفية ووقوع بعض الحوادث الفردية فى زيادة هذا الخوف عند الإخوة الأقباط.. وفى الآونة الأخيرة تصاعدت الأمور من جديد بعد أن ظهرت على السطح مشكلة دهشور والأزمة بين المسلمين والأقباط بسبب مشاجرة بين مكوجى ومواطن نتج عنها وفاة شاب.
ثم ظهور منشورات تهدد الأقباط الذين يبيعون أيقونات مسيحية.. ومؤخرا ظهرت منشورات بالإسماعيلية تحرض على قتل الأقباط.. بدافع تغيير المنكر !، ربما كان هذا المشهد الجلى الذى استغله دعاة الفتنة فى إثارة المزيد من المخاوف عند الإخوة الأقباط الذين شعروا أنهم أصبحوا غرباء مطاردين.. وإن كان هذا المشهد زائفا.. لأن هذه الحوادث فردية وقد شجع دعاتها الأجواء المتوترة التى تسود البلاد التى فى طريقها إلى التصحيح الآن.. فالرئيس مرسى وجماعة الإخوان لها أجندة واضحة تجاه الإخوة الأقباط.. ولم يحدث يوما ما أن أصدر أى قيادى بالجماعة أى تصريحات تهدد أو تعادى الأقباط بل العكس لأن جماعة الإخوان دائما ما تحتفظ بعلاقات جيدة مع قيادات الكنيسة القبطية وتعتبرهم شركاء فى الوطن وليسوا مواطنين من الدرجة الثانية.. وبالفعل فإن الصور لا تكذب منذ لحظة تولى مرسى الحكم فالتفاهم موجود بين قيادات الكنيسة ورؤوس الدولة والجماعة.. وبسرعة تدخل مرسى لحسم مشكله دهشور وقرر إعادة الأسر القبطية إلى ديارها فورا بعد ترحيلها وهذه هى سياسة الإخوان ولكن الأحداث الأخيرة تحمل تهديدات يجب مواجهتها بحسم فنحن لم نعد لدينا وقتا لنضيعه فى هذه المهاترات فيحب الضرب بيد من حديد على الموتورين الذين يلعبون بالنار ويسعون إلى إثارة الفتنة وتهديد الأقباط وأظن أن رأس الدولة ووزارة الداخلية سيسعيان إلى القبض على هؤلاء لمحاكمتهم.. ومن يدرى فربما كانوا موالين لجهات تسعى إلى إثارة الفتنة أو ينتمون إلى جماعات مصالح انتهازية لا يروق لها أى استقرار للبلاد.
صدقونى فنحن مازلنا فى أزمة اقتصادية طاحنة فالدولة لا تجد سيولة للنقد الأجنبى لشراء البنزين والسولار بانتظام ولكى نستعيد استقرارنا الاقتصادى لا نريد أى قلاقل من أى نوع.. وعلى المسلمين والأقباط أن يتحدوا يدا واحدة لمواجهة أى مؤامرة تحاك ضد مصر والمسلمين سيتصدون لأى شخص سيحاول الإساءة لشركاء الوطن.