جنود مجهولون وراء قرار مرسى

ربما كان هناك جنود مجهولون وراء قرار الرئيس محمد مرسى الذى يقضى بإلغاء عقوبة الحبس الاحتياطى للصحفيين.. هؤلاء آثروا أن يعملوا فى صمت لإنهاء مهزلة الحبس الاحتياطى التى بدعها النظام السابق.. وبمجرد صدور قرار محكمة الجنايات بحبس الزميل إسلام عفيفى رئيس تحرير الدستور تحرك صلاح عبد المقصود، وزير الإعلام ووكيل نقابة الصحفيين السابق، وممدوح الولى نقيب الصحفيين، ومحمد عبد القدوس عضو النقابة، والزميل قطب العربى ونسوا انتماءهم إلى جماعة الإخوان المسلمين، التى تضررت بشدة مما نشرته جريدة الدستور بحقها، وتحركوا انطلاقًا من مبادئ مهنية يجب أن نحييهم عليها.. واستغل هؤلاء علاقاتهم الوطيدة بالرئيس ومؤسسة الرئاسة وحاصروها باتصالات مستمرة للإفراج عن إسلام وإصدار تشريع لإلغاء الحبس الاحتياطى.

وسارع مرسى بالاستجابة للزملاء وبسرعة لم نعهدها على مؤسسات الرئاسة صدر المرسوم بقانون ولم ينتظر النائب العام نشره فى الجريدة الرسمية وبالتشاور مع مؤسسة الرئاسة أفرج عن عفيفى.. وربما كان هذا الموقف يعكس أخلاق المهنة الحقيقية التى يعبر عنها التخلى عن الأيدلوجيات أمام الالتزام المهنى حتى مع وجود خلافات مستعصية.. لكننا أيضا يجب أن ننادى بسرعة إصدار بقانون يحاسب الإعلاميين بشدة فى حالة تجاوزهم وتحريضهم على الفتن.. فالحريات والحقوق يجب أن تقابلها واجبات وإلا فمن ينقذ الأبرياء من براثن بعض الإعلاميين الذين لا يراعون الله والوطن فيما ينشرون.. فمازلنا نحتاج إلى تشريعات واضحة لمواجهة حالة الانفلات الإعلامى التى يريد البعض أن يسميها حرية زائدة.. وبالطبع لن تكون الحرية هى السب والتهديد والتشويه دون أدلة، وإلا لأصبح الإعلام سيفاً مسلطاً على رقاب العباد بلا تمييز.

وعلمت من زملائى فى نقابة الصحفيين أنهم على وشك بدء حلقات نقاشية مع شيوخ الصحفيين والقانونيين لإيجاد قانون لجرائم النشر يضمن حقوق الجميع، سواء الإعلاميين أو الأفراد.

وفى النهاية مبروك للإعلام بعد تحقيق أكبر المكاسب بعد ثورة يناير والبقية تأتى.. وفى النهاية استعيد بالذاكرة عبارة قالها الرئيس السابق مبارك حينما طالبه المفكرون بإلغاء الحبس الاحتياطى، فقال لهم "ليه هوة أنتم على راسكم ريشة؟".