هانى صلاح الدين

ناصر.. زعيم تخلص من معارضيه

الأحد، 30 سبتمبر 2012 09:47 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جمال عبدالناصر رئيسا أثار كثيرا من الجدل، سواء فى حياته أو بعد مماته، وفى البداية أريد أن أؤكد على احترامى لهذا الرجل كرئيس لمصر، لم يثبت فى حقه فساد فى ذمته المالية، لكن ما أتحفظ عليه فى تاريخ هذا الرجل، ممارسته السياسية، التى أكدت أنه كان ديكتاتورا من الطراز الأول، وأنه نجح فى خداع الكثير باسم المساواة والعدل بين الجميع، واستثمر مشروع الإصلاح الزراعى – الذى أراه من أفضل أعماله - خير استثمار فى كسب البسطاء الذين وجدوا أنفسهم ملّاكا بعد أن حُرموا من هذا الحق طويلا فى عهد الملكية التى كرست للنظام الإقطاعى والاحتكارى.

لكن فى نفس الوقت استغل الرجل انشغال البسطاء بهذه الغنيمة، وانفرد بالحكم، وبدأ تباعا فى التخلص من كل من تسول له نفسه المنافسة على كرسى الرئاسة، وكان أول ضحابا ناصر الرئيس محمد نجيب، أول رئيس للجمهورية المصرية، فقد غدر به ناصر بين عشية وضحاها، دون أى أسباب سوى الطمع فى الانفراد بالحكم، معتمدا على بعض المقربين منه من الضباط الأحرار، ولم يقف طمع الرجل عند هذا الحد، بل وجدناه ينقلب على شركائه فى الثورة من الإخوان المسلمين، فبعد شهر عسل بينه وبين الجماعة لم يدم طويلا، أظهر فيه احترامه لها ولمبادئها التى اعترف أنه انتمى لها بعض الوقت، وجدناه ينقلب عليها انقلابا، دفعه ليلفق لها مسرحية اغتياله فى المنشية، ثم يحيل الآلاف إلى محاكمات عسكرية استثنائية فى عام 54، زج بسببها زهرة شباب مصر فى السجون، ولم ينتهِ الأمر عند هذا الحد، فوجدناه يعلق زهرة علماء مصر مثل الشهيد سيد قطب، والشهيد عبدالقادر عودة، على أعواد المشانق.

ثم حول السجون فى الستينيات إلى مسالخ، لم يرحم فيها أحدا، ومارس رجاله فيها كل ألوان التعذيب، فلم يرحموا حرمة النساء، وسن الكبار، لدرجة أن أحد السجانين من أبناء بلدتى قبل وفاته أقسم لى أنه رأى أحد ضباط السجن تهكم على أحد المسنين من الإخوان المساجين تجاوز سنة 70 عاما بسجن أسوان، وأنهى تهكمه القبيح باستئصال خصيتى الرجل بموس، ووقع الرجل شهيدا فى الحال. ولم تكن سجون عبدالناصر مسالخ للإخون فقط، بل ذاق نارها الشيوعيون أيضا، وما يدل ذلك إلا على أن شهوة السلطة وصلت عند الرجل لأقصى درجاتها، ودفعه ذلك إلى افتراس كل من يستشعر أنه من الممكن أن يكون منافسا له.

وناصر لم يقف عند الإجهاز على معارضيه فقط، بل انقلب على رجاله أيضا، ففتك بعبدالحكيم عامر - الذى أصبحت قضيته الآن تشد الرأى العام - وذلك بعد هزيمة ونكسة 67 التى خرجنا منها منكسرين، وخرج جمال بعد تمثلية التنحى رافعا الرأس بطلا تنادى الجماهير ببقائه فى الحكم!

على كل حال الرجل أفضى لما قدم، وحسابه عند ربه، لكن من يحاول أن يؤلهه ويجعله مقدسا فليحترم عقولنا، ويتذكر أن لكل إنسان مآثر، وأيضا مساوئ، ومساوئ جمال السياسية غلبت بكل تأكيد مآثره.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

يوسف

صدقت

التعليق فوق

عدد الردود 0

بواسطة:

ابن النيل

انا معك

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

الحمزة بسيونى " جزار العهد الناصرى " ونهايته المأسوية ...

ناصر على وفى الحروب نعامة ..

عدد الردود 0

بواسطة:

sharawy

حسبي الله ونعم الوكيل

عدد الردود 0

بواسطة:

حجاج

كذلك أخلاق الملوك

عدد الردود 0

بواسطة:

كيمو

الليثى محمد الليثى

عدد الردود 0

بواسطة:

trashwan

الشعب المصرى يعتقد ان جمال عبد الناصر بطل قومى

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد حامد

مع علمى أنك إخوانى لكنى أواقفك الرأى

عدد الردود 0

بواسطة:

assecv

اقسم بالله مارواه احد المعتقلين ايام عبد الناصر

عدد الردود 0

بواسطة:

جلال المصري اوي

ربنا يشفيكم ويشفينا كمان

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة